تغريهم العوائد المرتفعة.. أثرياء أمريكا يضخون أموالا قياسية في صناديق الائتمان الخاصة

شهدت صناديق الائتمان الخاصة تدفقات رأسمالية قياسية في ظل إقبال غير مسبوق من المستثمرين الأفراد الأثرياء في أمريكا، ممن تغريهم العوائد المرتفعة، ما ساهم في تعويض عزوف مؤسسات كبرى عن ضخ أموالها في الفترة الراهنة.
وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن المستثمرين الأفراد الأثرياء في الولايات المتحدة ضخوا 48 مليار دولار في صناديق الائتمان الخاصة خلال النصف الأول من العام الجاري.
ونقلت الصحيفة عن بنك "إيه آر ستانجر" الاستثماري توقعاته بأن يتم تجاوز مجمل ما حصدته تلك الصناديق في عام 2023، وسط توقعات بتخطيها أعلى مستوى لهم والبالغ 83.4 مليار دولار، المحقق في عام 2024.
وعلى نفس الوتيرة، زاد المستثمرون الأوروبيون من استثماراتهم، إذ تضاعفت أصول ما يطلق عليها، "صناديق الدين الخاصة دائمة الخضرة"، مع نهاية يونيو الماضي في جميع أنحاء القارة لتصل إلى 24 مليار يورو، مقارنة بالعام الماضي، حسب ما ذكرته شركة "توفانتيجو" الاستشارية.
وأبرزت تلك التدفقات مدى الأهمية المتزايدة التي تعول عليها مجموعات الاستثمار الخاصة الآن على الأفراد، إذ وصفها محللو وكالة "موديز" العالمية للتصنيف الائتماني بأنها "واحدة من أكبر جبهات النمو الجديدة في هذا القطاع".
كما لفت ذلك أيضا، إلى أنها مجرد بداية للجهود التي بذلتها المجموعات الاستثمارية الخاصة للضغط من أجل فتح سوق التقاعد الأمريكي الواسع أمام صناديق الاستثمار الخاصة والائتمان، والتي تُوجت بصدور الأمر التنفيذي عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أغسطس، الذي مهد لإدراجها على نطاق واسع ضمن خطط قانون التقاعد المعروف بـ"401 كيه".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه برغم التقلبات التي أثارتها حملات الرسوم الجمركية التي شنها ترامب ضد غالبية الشركاء التجاريين الكبار للولايات المتحدة في مطلع هذا العام، فإن التدفقات إلى الصناديق الاستثمارية الخاصة والائتمانية شهدت استقرارا، الأمر الذي عزز الثقة في استمرارية الطلب من الأفراد، وأن صغار المستثمرين لن يهرولوا إلى استرداد استثماراتهم مع أول بادرة اضطراب تشهدها الأسواق.
وبينت أنه من المعروف أن هذا السوق لطالما هيمنت عليه شركة "بلاكستون"، على الرغم من المنافسة الشرسة التي تشهدها من منافسين، مثل "أبولو جلوبال مانجمنت"، و"بلو أُول"، و"أريس مانجمنت"، وشركاء "إتش بي إس" للاستثمار التابعة لمجموعة "بلاك روك".
وشهدت أسواق الصناديق الخاصة الأوروبية انتعاشا وإقبالا كبيرا من قبل المستثمرين الأفراد، ما أشعل موجة من إطلاق صناديق استثمار خاصة جديدة في جميع أرجاء القارة.
من جانبها، أحصت شركة "نوفانتيجو" الاستشارية 37 صندوقا خاصا دائم الخُضرة في الأسواق، بارتفاع حاد عن عام 2022 الذي زادت فيه بـ 6 صناديق فقط.
ولفتت "فاينانشيال تايمز" إلى أن الوتيرة المتسارعة للتدفقات داخل الصناديق الخاصة أثارت قدراً من القلق بين البعض داخل الأسواق، رغم تضخم الرسوم التي يحصل عليها مديروها، وبينت أن تنامي التدفقات إلى تلك الصناديق ترافق مع انتعاش واسع النطاق في السوق، ما تسبب في احتدام المنافسة بين المستثمرين في القروض المجمعة الخاصة من جانب، والقروض المصرفية على الجانب الآخر.
يذكر أن صناديق الائتمان الخاصة، أدوات استثمارية تجمع رؤوس أموال من مستثمرين لتمويل الشركات، بدلا من أسواق التداول المفتوحة ويمكن للمستثمرين الاستفادة من الفوائد المرتفعة التي تفرضها هذه الصناديق على المقترضين.
و"صندوق الائتمان الخاص دائم الخضرة" " Evergreen Private Credit Funds هو هيكل استثماري في أسواق الأسهم الخاصة يجمع الأموال من مستثمرين للدخول في استثمارات ائتمانية خاصة، وليس له تاريخ انتهاء صلاحية محدد، ما يتيح للمستثمرين إيداع أموالهم بشكل دوري واستردادها في تواريخ محددة مسبقا، على عكس الصناديق المغلقة التقليدية ذات الأجل المحدد.