من منصات لندن إلى غرف الـ MI6.. بريطانيا المحرك الرئيسي لإرهاب الإخوان

لم يعد الحديث عن علاقة بريطانيا بجماعة الإخوان مجرد تكهنات أو تقارير بحثية، خاصة وأن الأحداث الأخيرة فجرت الملف من جديد، وجعلت القضية أمام الرأي العام مباشرة.
من الهجوم على السفارة المصرية في لندن، مرورًا برد القاهرة بإزالة الحواجز أمام السفارة البريطانية، وصولًا إلى التصريحات المدوية للبلوجر المصري العائد بعفو رئاسي، علي حسين مهدي، الذي كشف بأدلة عن تمويلات وتواطؤ إعلامي مرتبطة بالجماعة من داخل بريطانيا، بدا المشهد كأنه خيوط متشابكة تُسحب إلى العلن للمرة الأولى أمام الجمهور.
في قلب القاهرة، جاء قرار إزالة الحواجز الخرسانية من أمام مقر السفارة البريطانية التي اعتبرها البعض أنها رسالة سياسية مباشرة بعد الاعتداء على مقر البعثة المصرية في لندن.
المراقبون أكدوا أن القاهرة لم تعد تفصل بين الحادث الأمني وبين المناخ السياسي الذي يوفر مظلة لنشاطات مشبوهة، على رأسها تنظيم الإخوان.
التوتر تعمّق مع توقيف شاب مصري ينتمي لاتحاد شباب المصريين في الخارج، ما دفع الرأي العام المصري للتضامن مع الخارجية المصرية، رافعيين شعارًا حادًا: "لن نحمي من لا يحمينا"، في إشارة صريحة إلى ضرورة مراجعة العلاقة مع بريطانيا إذا استمر نهجها المزدوج.
لكن التطور الأكثر خطورة جاء مع تصريحات البلوجر المصري علي حسين مهدي، الذي عاد إلى القاهرة بعفو رئاسي، ليكشف ما وصفه بـ"الأسرار الصادمة".
وأكد "مهدي" امتلاكه ملفات رقمية تكشف عن تمويلات ضخمة لشبكات إعلامية معارضة انطلقت من لندن، ترتبط بشكل مباشر بجماعة الإخوان، وتعمل تحت لافتات حقوقية وإعلامية.
تلك الاعترافات، التي جاءت من ناشط عاش في قلب تلك الدوائر، وضعت بريطانيا أمام حرج مضاعف، خاصة أن مراجعاتها السابقة اكتفت بوصف أنشطة الجماعة بـ"المؤشر على التطرف"، دون اتخاذ إجراءات حاسمة.
المشهد إذن لم يعد قابلاً للتجاهل؛ فالقاهرة تربط علنًا بين الاعتداء على بعثتها الدبلوماسية وبين البيئة التي تسمح بتمدد الإخوان في لندن، بينما تكشف شهادات الداخل أن التنظيم لا يزال يستثمر في بريطانيا كملاذ آمن وكمركز للتأثير الإعلامي والسياسي ويتلقى دعما مباشرا من المخابرات البريطانية (MI6 ) وفق الناشط المصري العائد.