غموض في مواقف نتنياهو بشأن غزة.. الأسرى أم احتلال القطاع؟

تسود حالة من الغموض حول تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن موقفه من ملف الرهائن مقابل مخطط احتلال مدينة غزة، وسط تضارب في رسائله السياسية والعسكرية الأخيرة.
تصريحات متناقضة تزيد الغموض
ففي الوقت الذي أعلن فيه نتنياهو مساء الخميس مصادقته على خطط عسكرية لاحتلال مدينة غزة، أوعز في الوقت ذاته ببدء مفاوضات حول إعادة الرهائن.
لكن هذه التوجيهات لم تُترجم عملياً، إذ لم يتم إرسال أي وفد تفاوضي إلى القاهرة أو الدوحة، بحسب ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين رسميين.
ونقلت القناة عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي لاحقاً أن نتنياهو سيأمر بإيفاد فريق تفاوضي بمجرد تحديد مكان المباحثات، للحديث عن اتفاق شامل يتضمن إنهاء الحرب وفق شروط إسرائيل.
تهديدات كاتس ومخططات "أبواب الجحيم"
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اتخذ نفس النهج الغامض؛ إذ هدّد من جهة باحتلال مدينة غزة "بالنار الكثيفة وإخلاء السكان والمناورة"، ومن جهة أخرى تحدث عن شروط لوقف إطلاق النار تتصدرها إعادة الأسرى والتجرد من السلاح.
وقال كاتس في بيان: "قريباً ستُفتح أبواب الجحيم على رؤوس قتلة ومغتصبي حماس في غزة – حتى يوافقوا على شروط إسرائيل".
مخططات تدمير واسعة في غزة
صحيفة "يديعوت أحرونوت" كشفت، الجمعة، أن الجيش الإسرائيلي وضع خططاً لتدمير الأبراج السكنية في مدينة غزة ضمن عملية "مركبات جدعون 2"، على غرار ما حدث في رفح وخان يونس.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش دمّر أكثر من 2000 مبنى في حي العبساني شرق خان يونس خلال الأشهر الأخيرة، وأن الطبيعة الحضرية لمدينة غزة، بما تحتويه من أبراج شاهقة، تجعل العملية المقبلة أكثر تعقيداً، وتحتاج إلى "كميات هائلة من المتفجرات وآليات هندسية ثقيلة".
عملية برية مؤجلة واستدعاء واسع للاحتياط
وفق التقديرات العسكرية، لن تبدأ العملية البرية الواسعة قبل الشهر المقبل، وذلك بعد استكمال خطة لإخلاء نحو مليون مدني من غزة إلى الجنوب بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
وتحدثت الصحيفة عن أن المرحلة التالية ستشمل تطويق مدينة غزة من جميع الجهات، ثم التقدم تدريجياً نحو أحيائها الغربية.
كما جرى استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط بأوامر طوارئ، إلى جانب تجهيز الألوية النظامية لاحتمال خوض مناورة برية جديدة بعد نحو عام من انتهاء آخر عملية شمال القطاع.