رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

د. خالد فواز يكتب: لماذا يسيطر العقل علينا ويؤدي بنا إلى الخمول والكسل؟

تفصيلة

 

يعتقد الكثيرون أن الكسل والخمول ناتجان عن ضعف الشخص أو قلة إرادته، لكن الحقيقة أن العقل نفسه يمتلك آليات دفاعية تدفعه للراحة وتجنّب الجهد. العقل بطبيعته يفضّل الحفاظ على الطاقة، فيسعى دائمًا إلى اختيار الأسهل والأقل إرهاقًا. وهنا يبرز سؤال مهم: من المسؤول عن الإدارة؟
الحقيقة أن الإنسان هو المدير، والعقل هو "الموظف" الذي يعمل تحت إدارته، لكن إذا ترك الإنسان القيادة للعقل، فسيسيطر عليه الخمول والكسل.

لذلك من الضروري معرفة الأشياء التي تجعل العقل يسيطر علينا بالكسل وعدم الإنتاجية:


أولًا: خرافة المزاج

الاعتماد على المزاج للعمل خرافة خطيرة. فالمزاج مثل الطقس—يتغير في كل وقت: صيف، شتاء، خريف، ربيع. ولو انتظر الإنسان "مزاجه" حتى يعمل، سيتوقف إنتاجه تمامًا.
المبدع الحقيقي يعمل رغمًا عن مزاجه، أما من ينتظر الحالة المناسبة، فيضيع عمره بلا إنتاج.


ثانيًا: الأشياء التي تفسد المزاج وتزيد الخمول

هناك عوامل تتحكم في حالتنا النفسية وتسبب الكسل، منها:

1. قلة النوم أو النوم غير المنتظم.


2. الأكل السريع والدسم الذي يرهق الجسم بدل أن يغذّيه.


3. متابعة الأخبار التي تثير القلق والتوتر.


4. السوشيال ميديا—أكبر عامل لتضييع الوقت، لأنها تلعب على نقاط الضعف عند الأفراد، فتسرق الانتباه والطاقة وتقتل الإنتاجية.


ثالثًا: عقلية الانضباط

هنا يكمن الفارق بين الموهبة والإبداع:

صاحب الموهبة ينتظر الإلهام والوحي ليكتب أو يعمل.

أما المبدع فهو من يبحث ويكتب ويعمل حتى لو لم يكن يشعر بالرغبة.


طه حسين—رغم ظروفه القاسية—كان يكتب من الساعة الرابعة صباحًا حتى السابعة يوميًا. لم يكن ينتظر مزاجًا، بل كان يحترم الانضباط.

 

رابعًا: كيف يخدعنا العقل؟

العقل لا يحب استهلاك الطاقة، فيقنع الإنسان بأنه:

متعب

يحتاج للأكل

يحتاج للراحة

يحتاج “لشوية ترفيه” قبل ما يبدأ

المكان غير مرتب

الوقت غير مناسب

“ابدأ بعد ساعة”… ثم ي invent ساعة أخرى


وهكذا يخلق العقل سلسلة من الأعذار حتى يمنعك من العمل.


خامسًا: حلول لكسر سيطرة العقل

هناك أربع خطوات فعّالة:

1. خداع العقل (قاعدة 20–25 دقيقة)

ابدأ العمل لمدة 20 أو 25 دقيقة فقط، ثم خُذ راحة قصيرة.
العقل يبدأ ثم يواصل… المهم "تفتح الباب".

2. عقلية الانضباط

المزاج للأطفال.
المسؤولية للكبار.
اعتمد على الانضباط وليس على الشعور.
مما يؤدي العقل يتوقف عن المقاومه التاخير في الانجازات 
ويؤدي الى زياده الانجازات والانتاجات الايجابيه 
ويؤدي ايضا نجاحا بطريقه طبيعيه 
موجود شخصيه قويه واختفاء الفوضى


3. هندسة البيئة المحيطة

قبل العمل جهّز كل شيء:
الأوراق – الأدوات – المكان
لأن تجهيز البيئة يمنع العقل من اختلاق أعذار.

4. جهّز نجاح الغد من اليوم

خطط لليوم التالي قبل النوم.
قيّم يومك:

ماذا أنجزت؟

ماذا أجّلت؟

وما الذي ستبدأ به غدًا؟


الخلاصة

العقل ليس هو المسيطر، بل أنت المدير الحقيقي.
العقل قد يعطي أوامر بالخمول، لكن الإنسان الواعي يقرر ويعمل.
كما قال ستيفن جينج

"الهواة ينتظرون الإلهام، أما المحترفون فيذهبون إلى العمل."

والمبدع الحقيقي هو من يستطيع أن يسيطر على عقله… لا أن يترك عقله يسيطر عليه.

تم نسخ الرابط