قمة ألاسكا.. تفاهمات بلا اتفاق نهائي بشأن أوكرانيا

انتهت القمة التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في مدينة ألاسكا الأمريكية، بعد أكثر من ساعتين ونصف من المباحثات التي وُصفت بأنها شاملة ومثمرة، دون أن تُسفر عن اتفاق بشأن الحرب في أوكرانيا.
محادثات في أجواء بنّاءة
وخلال ظهورٍ موجزٍ في مؤتمر صحفي مشترك عقب الاجتماع، صرّح الزعيمان بأنهما أحرزا تقدمًا في قضايا غير محددة، لكنهما لم يُقدّما أي تفاصيل.
ولم يتحدث بوتين كثيرًا عن أوكرانيا، بل ركز على الروابط والتراث بين الولايات المتحدة وروسيا، وقال إنه ونظيره الأمريكي توصلا إلى تفاهم بشأن أوكرانيا، محذرًا أوروبا من نسف التقدم.
بينما قال ترامب إنه تم الاتفاق على العديد من النقاط المتعلقة بأوكرانيا، ولم يتبقَّ سوى القليل منها، وأنه يعتزم الاتصال بقادة أوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأوضح الرئيس الأمريكي أن النقاط التي تفاوض عليها مع بوتين بشأن أوكرانيا تشمل حلف شمال الأطلسي (الناتو) وإجراءات أمنية والأرض، وتبقى نقطة أو اثنتين مهمتين للاتفاق بشأنها.
الكرة في ملعب زيلينسكي
واعتبر ترامب أن العبء يقع الآن على كاهل الرئيس الأوكراني للبناء على قمة ألاسكا وضمان التوصل إلى اتفاق ينهي الغزو الروسي المستمر لأوكرانيا منذ ثلاث سنوات.
وبدوره، قال بوتين إن المفاوضات جرت في أجواء يسودها الاحترام المتبادل، مؤكدًا أن روسيا مهتمة بصدق بإنهاء الصراع الأوكراني.
وشدد الرئيس الروسي على أن أي تسوية دائمة يجب أن تعالج جذور الأزمة وأسبابها الرئيسية، وتعيد التوازن للأمن الأوروبي والعالمي.
وأضاف بوتين أن موسكو مستعدة لضمان أمن أوكرانيا، آملًا أن تشكل التفاهمات التي أُحرزت نقطة انطلاق لإعادة العلاقات الأمريكية الروسية إلى مسارها العملي والبراجماتي.
علاقات متوترة ومحاولة إعادة الحوار
بوتين اعتبر أن العلاقات بين واشنطن وموسكو وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة في عهد الإدارة الأمريكية السابقة، مشيرًا إلى أن غياب القمم المباشرة لأكثر من أربع سنوات ساهم في تعقيد الأزمة، والحوار كان ضروريًا لتجنّب المواجهة.
لماذا ألاسكا؟
الرئيس الروسي أوضح أن اختيار ألاسكا لعقد القمة كان منطقيًّا، باعتبارها أقرب نقطة تماس بين البلدين.
وأشار إلى الروابط التاريخية والثقافية التي تربط ألاسكا بروسيا، مؤكدًا أن هذا الإرث يمكن أن يساعد في بناء علاقات متكافئة ومفيدة للطرفين.
دعوة إلى موسكو
ورغم عدم التوصل إلى أي اختراق كبير، شكر ترامب نظيره الروسي في ختام القمة، ملمحًا إلى احتمال لقاء جديد قريب جدًا، ليرد بوتين بأن المرة القادمة في موسكو، وهو ما وصفه ترمب بأنه اقتراح مثير للاهتمام.
خروج من العزلة
ورأى مراقبون أن الرئيس الأمريكي أخرج نظيره الروسي بهذه القمّة من عزلة دبلوماسية استمرّت أكثر من ثلاث سنوات، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
واعتبر المراقبون أن عدم الوصول إلى اتفاق في هذه الجولة من المفاوضات بشأن أوكرانيا، لا يلغي مسألتين:
المكاسب الروسية الاستراتيجية في شبه جزيرة القرم ودونيتسك ولوجانسك وزابوريجيا وخيرسون، والمكاسب الأمريكية المالية التي باتت واضحة انطلاقا من اتفاقية المعادن، وكل ذلك على حساب أوكرانيا.