قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين: أوكرانيا والثروات النادرة تتصدر الأجندة

في أجواء توتر دولي يختلط فيها الصراع العسكري بالمنافسة على الموارد الاستراتيجية، تكتسب القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا أبعادًا تتجاوز حدود الملف الأوكراني.

إلى جانب محاولات كسر الجمود السياسي ووقف الحرب، تلوح على طاولة المباحثات صفقات اقتصادية كبرى تتعلق بالمعادن النادرة والثروات الطبيعية، في مشهد يعكس تداخل الجغرافيا السياسية مع الاقتصاد العالمي. 

كما يضفي اختيار ألاسكا، القريبة من الأراضي الروسية والموقع الذي يحتضن ذكرى الطيارين السوفيات، رمزية تاريخية تعكس مزيج الرسائل الدبلوماسية والمصالح المتشابكة بين القوتين.

وأعلن يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، أن الأزمة الأوكرانية ستكون المحور الرئيسي لقمة اليوم الجمعة بين الرئيسين الأمريكي والروسي، المقرر عقدها في قاعدة إلمندورف–ريتشاردسون العسكرية بألاسكا.

وأوضح أوشاكوف أن اللقاء، الذي سينطلق في الساعة 11:30 صباحًا بتوقيت ألاسكا، سيُعقد بدايةً على انفراد بحضور المترجمين، ثم تتبعه مفاوضات موسعة بصيغة "خمسة مقابل خمسة"، يشارك فيها كبار المسؤولين من الجانبين، قبل عقد مؤتمر صحفي مشترك.

وفود رفيعة المستوى

الوفد الروسي سيضم وزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير المالية أنطون سيلوانوف، ووزير الدفاع أندري بيلوسوف، إضافةً إلى مساعد الرئيس يوري أوشاكوف، ورئيس صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي كيريل ديميترييف.

أما الوفد الأمريكي، فلم يُعلن عن أسمائه بعد، لكن مصادر أشارت إلى أنه سيضم شخصيات سياسية واقتصادية بارزة.

رمزية الموقع

يرى الكرملين أن انعقاد القمة بالقرب من موقع دفن الطيارين السوفيات في ألاسكا يحمل دلالة رمزية على الروابط التاريخية بين الشعبين، رغم الخلافات الحالية.

تقارير: ترامب يعرض امتيازات اقتصادية لموسكو

ذكرت صحيفة تليجراف البريطانية أن ترامب يحضر حزمة حوافز اقتصادية لعرضها على بوتين، بهدف دفع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وتشمل هذه الحوافز، بحسب التقرير، فتح موارد ألاسكا الطبيعية أمام الاستثمار الروسي، ورفع بعض العقوبات الأمريكية عن صناعات الطيران الروسية.

المعادن النادرة على الطاولة

من بين المقترحات أيضًا، منح موسكو حق الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في المناطق الأوكرانية الخاضعة لسيطرتها، والتي تحتوي على نحو 10% من احتياطيات الليثيوم العالمية، المعدن الحيوي لصناعة البطاريات.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله إن هناك مجموعة من الحوافز، ومن المحتمل أن يكون اتفاق حول المعادن النادرة أحدها.