أوهام نتنياهو.. من مشروع إسرائيل الكبرى إلى خطة اقتحام غزة

في مشهد يكشف عن حجم الفجوة بين الواقع وأحلام الزعامة، خرج بنيامين نتنياهو ليعلن تمسكه برؤية "إسرائيل الكبرى" التي تمتد في مخيلته إلى أراضٍ فلسطينية وأجزاء من الأردن ومصر.
تصريحات بدت أقرب إلى بيان حرب منها إلى خطاب سياسي، لتشعل موجة إدانات عربية غاضبة، وتضع المنطقة أمام مزيج من أوهام التوسع وخطط الهجوم على غزة، في وقت تتحرك فيه الدولة المصرية على خط النار دبلوماسيًا لمحاولة وقف نزيف الدم.
إلا أن تصريحات نتنياهو لم تمر مرور الكرام، فقد فجّرت موجة إدانات عربية واسعة، وحركت المياه السياسية الراكدة في المنطقة.
تهديد للأمن القومي العربي
جامعة الدول العربية وصفت كلام نتنياهو بأنه تهديد خطير للأمن القومي العربي وخرق فاضح للقانون الدولي، واعتبرت أنه يعكس نوايا توسعية وعدوانية لا يمكن السكوت عنها.
كما شددت السعودية على رفضها المطلق لأي مشاريع استيطانية أو توسعية، مؤكدة على الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
أما الدولة المصرية فوجهت رسالة واضحة بأن هذه التصريحات تتعارض مع أي تطلع للسلام، فيما طالبت وزارة الخارجية المصرية بإيضاحات رسمية، مؤكدة أن الطريق الوحيد نحو الأمن والاستقرار هو العودة إلى المفاوضات ووقف الحرب على غزة فورًا.
وعلى الجانب الآخر، اعتبرت الأردن تصريحات نتنياهو استفزازًا وتصعيدًا يهدد سيادة الدول، ويكشف عن حالة مأزومة تعيشها الحكومة الإسرائيلية.
مصر في قلب الوساطة
وسط هذه العاصفة، تحركت الدولة المصرية مجددًا في مسار الوساطة، حيث وصل وفد من قيادة حركة حماس برئاسة خليل الحية إلى القاهرة لبحث سبل وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات.
كما أعلنت حماس استعدادها للتخلي عن حكم غزة لصالح لجنة مستقلة لمدة ستة أشهر، على أن تنتقل إدارة القطاع لاحقًا إلى السلطة الفلسطينية، لكنها تمسكت بسلاحها حتى قيام الدولة الفلسطينية.
خطة الهجوم على غزة
وفي الجانب الميداني، أقر الجيش الإسرائيلي "الفكرة المركزية لخطة الهجوم على مدينة غزة" وفق تعليمات المستوى السياسي.
وجاءت الخطة التي صوّت عليها المجلس الوزاري الأمني لتشمل السيطرة على المدينة، وسط تقارير عن خلافات بين نتنياهو ورئيس الأركان إيال زامير حول تفاصيل التنفيذ.
أصوات غاضبة من العالم
الغضب لم يقتصر على العالم العربي؛ فرئيس وزراء نيوزيلندا اتهم نتنياهو بـ"فقدان صوابه"، واعتبر أن ما يجري في غزة من تهجير قسري ونقص في المساعدات وضم أراضٍ أمر مروع وغير مقبول.