خطة نتنياهو بشأن غزة.. حسم عسكري أم مغامرة محفوفة بالمخاطر؟

تزداد حدة الجدل داخل الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية بشأن مستقبل الحرب على غزة، مع تمسك حكومة بنيامين نتنياهو بخيار السيطرة الكاملة على القطاع، في مقابل رفض فلسطيني قاطع وإصرار من حركة حماس على ربط أي اتفاق لوقف إطلاق النار بملف الأسرى وانسحاب جيش الاحتلال. 

وفي ظل الضغوط الدولية وتفاقم الكارثة الإنسانية، تبرز مواقف أمريكية وإقليمية متباينة، تعكس عمق الانقسام حول سبل إنهاء الحرب ومنع انزلاقها إلى جولات أوسع من التصعيد.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن على إسرائيل أن تتخذ قرارها بشأن "الخطوة التالية" في غزة، معربًا عن اعتقاده بأن حركة حماس "لن تستطيع البقاء" في القطاع. 

وأوضح ترامب، الاثنين، أنه لا يعتقد أن حماس ستفرج عن الأسرى الإسرائيليين، مشيرًا إلى ضرورة حسم مسألة "بقاء حماس في غزة من عدمه".

خطة نتنياهو لاحتلال القطاع

تأتي تصريحات ترامب بعد إقرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل. 

وتشمل الخطة في مرحلتها الأولى احتلال مدينة غزة عبر تهجير نحو مليون من سكانها إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في الأحياء السكنية. 

أما المرحلة الثانية فتستهدف احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع، والتي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها خلال الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023.

انقسام إسرائيلي

في سياق متصل، كشفت هيئة البث العبرية عن وجود انقسام داخل فريق التفاوض الإسرائيلي بشأن فرص التقدم في مفاوضات التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. 

وتوقعت الهيئة أن يكثف الوسطاء الدوليون ضغوطهم على كل من إسرائيل وحماس للعودة إلى طاولة المفاوضات خلال الأيام المقبلة. 

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود 50 أسيرًا في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، في مقابل أكثر من 10 آلاف و800 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، يعانون أوضاعًا وصفتها تقارير حقوقية وإعلامية بأنها تشمل التعذيب والتجويع والإهمال الطبي.

شروط حماس ورفض نتنياهو

أعلنت حركة حماس مرارًا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب وانسحاب جيش الاحتلال من غزة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، لكن نتنياهو يواصل طرح شروط جديدة من بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، وهو ما تعتبره الحركة محاولة لعرقلة أي اتفاق.

حصيلة الحرب الكارثية

منذ 7 أكتوبر 2023، تنفذ إسرائيل بدعم أمريكي عمليات وُصفت بالإبادة الجماعية في غزة، شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وأسفرت هذه الحرب عن استشهاد 61,499 فلسطينيًا وإصابة 153,575 آخرين، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة كثيرين بينهم أطفال.