رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

دعوى لإجبار مايكروسوفت على تمديد دعم ويندوز 10 مجانًا

 ويندوز 10
ويندوز 10

في تطور ملحوظ، تواجه شركة مايكروسوفت دعوى قضائية في ولاية كاليفورنيا تطالبها بتمديد فترة دعم نظام التشغيل "ويندوز 10" بدون فرض أي رسوم أو شروط إضافية. يأتي ذلك مع اقتراب موعد انتهاء الدعم الرسمي في 14 أكتوبر المقبل، وسط مخاوف متزايدة بشأن المخاطر الأمنية التي قد تهدد مئات الملايين من الأجهزة حول العالم بعد توقف التحديثات.

الدعوى القانونية، التي تقدم بها لورانس كلاين، مالك لجهازي كمبيوتر يعملان بنظام ويندوز 10، تشير إلى أن أجهزته ستصبح غير محمية أمنياً خلال أسابيع، مما يعرضها لخطر الهجمات الإلكترونية. في نص الدعوى، يؤكد كلاين أن مايكروسوفت على دراية بخطورة الوضع، مدعيًا أن "ملايين المستخدمين لن يكونوا قادرين على شراء أجهزة جديدة أو دفع تكاليف الدعم الموسع"، وأن وقف التحديثات الأمنية سيتركهم عرضة لانتهاكات البيانات والخصوصية.

بحسب إحصاءات السوق، لا يزال حوالي 45% من المستخدمين يعتمدون على ويندوز 10، أي ما يقارب 700 مليون جهاز على مستوى العالم. وبالرغم من انخفاض هذه النسبة تدريجيًا، إلا أن التأثير المتوقع يظل هائلًا، خاصةً وأن نحو 240 مليون جهاز لا يمكن ترقيتها إلى ويندوز 11 بسبب عدم توافق مواصفاتها التقنية. ووفقاً لكلاين، هذا الوضع يشكل "ضغطاً غير مباشر" يجبر المستخدمين على شراء أجهزة جديدة أو دفع تكاليف إضافية للحصول على الدعم.

تتهم الدعوى شركة مايكروسوفت بتبني استراتيجية تجارية تستهدف توجيه المستخدمين نحو التحديث القسري، متجاهلة الأبعاد الأمنية التي قد تطال أشخاصًا وشركات أخرى جراء استغلال ثغرات الأجهزة غير المدعومة. وعليه، تؤكد الدعوى أن القضية تتجاوز مجرد تأثيرها على مستخدمي الشركة لتصبح ملفًا عامًا يمس أمن الجميع.

بالنظر إلى الخيارات المتاحة للمستخدمين حالياً، يمكنهم الاشتراك في برنامج التمديد الأمني الذي تقدمه مايكروسوفت، حيث يُتاح الحصول على تحديثات إضافية لمدة محدودة مقابل رسوم تتراوح بين 30 و60 دولارًا سنويًا، أو مجانًا لفئات معينة. ومع ذلك، يرى المنتقدون أن هذه الخطوة لا تحل جذور المشكلة، خاصة بالنسبة للأجهزة غير القابلة للترقية دون تكاليف كبيرة.

يرى محللون أن هذه الدعوى قد تُفسح المجال لنقاش أوسع حول مسؤوليات شركات التكنولوجيا الكبرى تجاه مستخدميها، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالأنظمة الأساسية التي يعتمد عليها الأفراد والمؤسسات بشكل يومي. وفي حال تم إصدار حكم قضائي لصالح المدّعين، قد يترتب على ذلك إعادة النظر في سياسات انتهاء الدعم، بما يحقق توازنًا بين مصالح الشركات والتزاماتها تجاه العملاء.

حتى اللحظة، لم تصدر مايكروسوفت أي تصريح رسمي بشأن هذه القضية. مع ذلك، يبدو أنها ملتزمة بخطتها لإنهاء دعم ويندوز 10 وفق الجدول الزمني المحدد مع تقديم خيار الدعم المدفوع أو المجاني المحدود لفئات معينة فقط.

ومع اقتراب الموعد النهائي، يجد ملايين المستخدمين أنفسهم أمام خيارات صعبة: الترقية بتكاليف إضافية، الاشتراك في برنامج دعم موسع، أو مواجهة احتمالات مخاطر أمنية قد تكون أكثر تكلفة على المدى الطويل. هذه القضية تحمل أبعادًا تتعلق بالقانون والتكنولوجيا والأمن السيبراني، وقد تكون نقطة تحول رئيسية في العلاقة بين الشركات التقنية العملاقة ومستخدميها، وربما تعيد رسم الحدود بين الابتكار التجاري وحماية المستهلك.

تم نسخ الرابط