رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

دبلوماسية تحاصر الاحتلال

مصر تقود جهود الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية

وزير الخارجية بدر
وزير الخارجية بدر عبد العاطي ونظيره الأمريكي ماركو روبيو

 في ظل حراك دولي متسارع نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، برز الدور المصري كقوة دبلوماسية وازنة تقود جهودًا شاقة لتثبيت الحقوق الفلسطينية على الساحة الدولية، وتحصين غزة من مخططات التهجير والتطهير العرقي.

وبينما تنشغل بعض الأصوات بتوجيه انتقادات خارج السياق للدور المصري، تتحرك القاهرة على مسارات متوازية تشمل الدعم الإنساني الواسع، ومفاوضات معقدة لوقف إطلاق النار، وتحركات سياسية مكثفة لحشد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، واحتواء الانفجارات الإقليمية المحيطة. 

وفي توقيت بالغ الحساسية، جاءت زيارة وزير الخارجية بدر عبد العاطي إلى واشنطن لتعكس حسًّا استراتيجيًا مصريًا في التعامل مع المشهد الدولي المتغير.

تحرّك لوقف الحرب

قالت مصادر دبلوماسية إن زيارة وزير الخارجية إلى واشنطن ركزت على وقف حرب غزة وإدخال المساعدات إلى القطاع، بالتوازي مع الدفع نحو إقامة دولة فلسطينية، وهو ما عرضه في لقاءاته مع صنّاع القرار في الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وأكدت المصادر لـ"تفصيلة"، أن التحركات المصرية الحالية تهدف إلى إدخال اتفاق تهدئة حيّز التنفيذ، تمهيدًا للشروع بخطوات ترتبط بخطة اليوم التالي في غزة.

في المقابل، تتركز الأولويّة الأمريكية – إسرائيلية حاليًا على استعادة الأسرى الأحياء وتجريد حركة حماس من سلاحها.

وأوضحت المصادر أنّ جوهر الأزمة حاليًا يتمثّل في محدودية تأثير الضغط الدولي على القرار الأمريكي، ما يعني بقاء واشنطن في موقع الدفاع عن السياسات الإسرائيلية، حتى وإن أبدت اعتراضات جزئية على بعض الإجراءات أو وجّهت انتقادات تتعلّق بالجوانب الإنسانية في غزة.

وتابعت أن القاهرة تحاول رغم ذلك، توظيف هامش الحركة المتاح لتحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية بالتنسيق مع شركائها في الدوحة.

وبدوره، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية تميم خلاف، أن مصر لعبت دورًا فاعلًا في حشد الدعم الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيرًا إلى إعلان دول مثل فرنسا والمملكة المتحدة والبرتغال ومالطا وكندا عزمها الاعتراف بها.

دعم شامل لغزة

وقال خلاف إن مصر كانت ولا تزال السند الرئيسي للشعب الفلسطيني، والداعم الأكبر لغزة طوال الحرب، عبر مسارات سياسية ودبلوماسية وإنسانية، مشددًا على دعم مصر لمسار السلام العادل الذي يعيد الحقوق ويضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.

%70 من المساعدات لغزة مصرية 

وأشار إلى أن الدولة المصرية قدمت نحو 70% من إجمالي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وتستمر في التحضير لمؤتمر دولي موسع للتعافي المبكر وإعادة الإعمار، ضمن خطة متكاملة من ثلاث مراحل لمواجهة مخططات التهجير.

مفاوضات شاقة لوقف إطلاق النار

وأوضح خلاف أن مصر تقود مفاوضات صعبة بين حماس وإسرائيل لحقن دماء الفلسطينيين، محذرًا من أن التظاهرات الموجهة ضد مصر لا تخدم سوى الاحتلال، وتُشتت الانتباه عن جرائم إسرائيل، مؤكدًا أنها حملات ممنهجة لتشويه الدور المصري الفاعل.

رفض لتقويض الدور المصري

وأضاف أن وزارة الخارجية نشرت ردودًا مفندة لتلك المزاعم، مشددًا على أن الادعاءات لا تعكس سوى محاولات لتقويض الجهود المصرية المتواصلة على الصعد السياسية والأمنية والإنسانية.

زيارة عبدالعاطي إلى واشنطن

وحول زيارة وزير الخارجية بدر عبدالعاطي إلى واشنطن، وصفها خلاف بأنها بالغة الأهمية، وجاءت في توقيت يشهد تحولات كبرى في المنطقة، مؤكدًا أنها تعكس متانة العلاقات بين القاهرة وواشنطن، وتقدير الإدارة الأمريكية لجهود مصر الإقليمية.

ملفات ساخنة على طاولة المحادثات في واشنطن

وأوضح أن الزيارة شملت لقاءات رفيعة مع مسؤولي الإدارة الأمريكية والكونغرس ومراكز الفكر، وتناولت القضية الفلسطينية، إلى جانب ملفات السودان، ليبيا، سوريا، النووي الإيراني، والأمن المائي المصري.

تم نسخ الرابط