عبد العاطي يبحث مع نظيره الأمريكي دعم الشراكة وموقف مصر من غزة وسد النهضة

التقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، يوم الأربعاء 30 يوليو 2025، بالسيد "ماركو روبيو" وزير الخارجية الأمريكي، في العاصمة واشنطن، حيث بحث الجانبان سبل تطوير العلاقات الثنائية الوثيقة بين مصر والولايات المتحدة، وتبادلا الرؤى بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير عبد العاطي نقل تحيات وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس دونالد ترامب، مؤكدًا اعتزاز مصر بالشراكة الاستراتيجية الممتدة مع الولايات المتحدة على مدار عقود.

وأكد عبد العاطي تطلع مصر لمواصلة التنسيق والتعاون الوثيق مع الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس ترامب، من أجل تعميق أواصر الشراكة في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، لا سيما خلال المرحلة الدقيقة التي يمر بها الشرق الأوسط. 

كما أعرب عن التطلع لاستمرار انعقاد جولات الحوار الاستراتيجي المصري–الأمريكي بشكل دوري.

تعزيز التعاون الاقتصادي

وتناول اللقاء سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين. وأشاد الوزير عبد العاطي بنتائج منتدى الأعمال المصري–الأمريكي، الذي عُقد في القاهرة في مايو الماضي بمشاركة أكثر من 50 شركة أمريكية، من بينها 12 شركة تدخل السوق المصري لأول مرة، بما يعكس التزام الدولة المصرية بجذب الاستثمارات وتعزيز الشراكات الاقتصادية مع الولايات المتحدة.

وأكد الوزيران أهمية استمرار التنسيق لعقد جولة جديدة من اجتماعات المفوضية الاقتصادية المشتركة، وتنظيم نسخة جديدة من منتدى الأعمال المصري–الأمريكي خلال الفترة المقبلة، بما يعزز آفاق الشراكة الاقتصادية بين البلدين الصديقين.

ملفات إقليمية ساخنة

وأضاف المتحدث الرسمي أن لقاء الوزيرين شهد نقاشًا موسعًا بشأن التطورات الإقليمية المتسارعة، وفي مقدمتها الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، والتطورات المأساوية في السودان، فضلًا عن الأوضاع في ليبيا وسوريا ولبنان، وقضية الأمن المائي المصري، والأوضاع في القارة الإفريقية.

وفيما يخص القضية الفلسطينية، جدد الوزير عبد العاطي التأكيد على ضرورة التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في غزة، مشددًا على أهمية حقن دماء الشعب الفلسطيني وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، في ظل ما يعانيه من أوضاع كارثية نتيجة سياسة إسرائيلية ممنهجة للتجويع.

كما شدد على ضرورة طرح أفق سياسي يفضي إلى تسوية عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية، تُمكِّن الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد عبد العاطي تطلع مصر لمواصلة العمل الوثيق مع الإدارة الأمريكية من أجل إرساء أسس السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، بما يحقق مصالح جميع شعوب المنطقة.

السودان وسد النهضة

وفيما يتعلق بالأوضاع في السودان، شدد الوزير عبد العاطي على أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية، مؤكدًا موقف مصر الثابت في دعم مؤسسات الدولة السودانية، وضرورة احترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السودانية.

أما بشأن ملف نهر النيل والأمن المائي المصري، فقد أطلع الوزير عبد العاطي نظيره الأمريكي على شواغل مصر، مؤكدًا ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي المتعلقة بالموارد المائية المشتركة. 

كما شدد على أهمية الإسراع في التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن تشغيل السد الإثيوبي، مع رفض الإجراءات الأحادية التي تتخذها إثيوبيا بالمخالفة للقانون الدولي.

وأكد وزير الخارجية أن مصر ستتخذ كافة التدابير التي يكفلها القانون الدولي لحماية أمنها المائي وضمان حقوقها التاريخية في مياه النيل.