رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

كيف يستخدم الإخوان منصات التواصل الاجتماعي في نشر الأكاذيب والشائعات؟

الإخوان ومواقع التواصل
الإخوان ومواقع التواصل الاجتماعي

منذ ثورة 30 يونيو 2013، باتت منصات التواصل الاجتماعي الأداة الأهم والأكثر فاعلية لدى تنظيم الإخوان الإرهابي ولجانه الإلكترونية، بهدف نشر الأكاذيب، وتزييف وعي المواطنين، وتأليب الرأي العام ضد القيادة السياسية ومؤسسات الدولة المصرية.

ويأتي هذا النشاط الإلكتروني المكثف في سياق استراتيجية إعلامية متكاملة تسعى إلى خلق صورة زائفة داخلية وخارجية عن الأوضاع في مصر، وتحفيز حالة من السخط والاحتقان المجتمعي، تمهيدًا لتحقيق أهداف التنظيم في زعزعة الاستقرار السياسي والاجتماعي.

ويُبرز موقع "تفصيلة" في هذا التقرير كيف تستغل جماعة الإخوان منصات التواصل لتحقيق هذه الأهداف، عبر ثلاثة محاور رئيسية:

أولًا: أساليب التضليل وبث الفوضى

1. صناعة "التريند" والهاشتاجات الوهمية

تعمد اللجان الإلكترونية الإخوانية إلى إطلاق حملات منسقة لترويج هاشتاجات، في محاولة لإيهام الرأي العام بوجود حراك شعبي واسع، وتحفيز الناس على النزول للشارع. 

ومن الأمثلة الشائعة أيضًا وسم "مش من جيبك" الذي استُخدم لتشويه قرارات اقتصادية.

2. السخرية كأداة لهدم الدولة

تستخدم الجماعة سلاح السخرية والنكات لتقويض هيبة مؤسسات الدولة والتشكيك في إنجازاتها، مستهدفة خصوصًا الشباب عبر برامج ومنصات رقمية أبرزها "جو شو" وصفحة "خمسة بالمصري"، لنشر الإحباط والاستهانة بأي تقدم ملموس.

3. اقتطاع التصريحات من سياقها

تمارس اللجان الإخوانية تحريفًا متعمدًا لتصريحات المسؤولين، كاقتباس كلمات للرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن تمويل السكك الحديدية، لتضليل الجمهور والإيحاء بتجاهل الدولة لمصالح المواطنين.

4. توظيف القضايا الاجتماعية لتأليب الشارع

تركّز اللجان على استغلال قضايا تمس حياة المواطنين، كارتفاع الأسعار أو إزالة بعض المناطق العشوائية، وتضخيمها بمعلومات مغلوطة لخلق موجات غضب مجتمعي وهمية يتم تصويرها كـ"ثورة شعبية وشيكة".

5. التشكيك المنهجي في الدولة

تعمل المنصات التابعة للإخوان على بث شائعات ضد المؤسسات الرسمية، والطعن في البيانات الحكومية، وادعاء التناقض بين تصريحات المسؤولين بهدف زعزعة الثقة العامة في الدولة ومبادراتها مثل "حياة كريمة" و"صندوق تحيا مصر".

ثانيًا: الرسائل المضللة التي يتم تسويقها

تسعى المنصات الإخوانية لترويج صورة سوداوية حول الوضع الاقتصادي، من خلال تضخيم أرقام الديون، والتشكيك في قدرة الدولة على إدارة مواردها، والزعم بأن مصر على وشك الإفلاس، دون الإشارة إلى المشروعات الكبرى أو معدلات النمو.

كما تروّج الجماعة لرواية تزعم أن الدولة تموّل مشروعاتها على حساب الطبقات الفقيرة، وأن جميع القرارات تهدف لانتزاع مدخرات المواطنين، في محاولات مستمرة لتأجيج مشاعر الاستياء الشعبي.

وتعتمد الرواية الإخوانية على ادعاء أن مصر تُدار من قبل "نظام عسكري"، وأن هذا النموذج هو سبب جميع المشكلات منذ ثورة يوليو 1952، مع تكرار مزاعم بتدخل القوات المسلحة في الاقتصاد واحتكار المشروعات القومية.

وتروّج الجماعة لسيناريوهات وهمية عن وجود صراعات بين الأجهزة الأمنية، مثل المخابرات العامة والعسكرية، وأجهزة وزارة الداخلية، مستهدفة بث الشكوك حول تماسك الدولة.

وتركّز الجماعة على نشر مزاعم بوجود آلاف المعتقلين والمختفين قسريًا، مستندة إلى تقارير مسيّسة صادرة عن منظمات مشبوهة، بهدف تشويه صورة مصر أمام المجتمع الدولي، مع تسليط الضوء على قضايا محددة مثل علاء عبد الفتاح ورامي شعث.

ثالثًا: المنصات والأدوات والشخصيات المستخدمة

تعتمد الجماعة في حملاتها على أدوات متعددة، من أبرزها:

  • القنوات التلفزيونية: مثل "مكملين" و"الشرق" و"وطن" التي تبث من خارج مصر.
  • المنصات الرقمية: على "تويتر" و"فيسبوك" مثل صفحة "خمسة بالمصري".
  • الشخصيات المحسوبة على الجماعة: مثل المقاول الهارب محمد علي، وبعض رجال الأعمال المعارضين.
  • المنظمات الحقوقية الموالية: والتي تصدر تقارير مغلوطة يتم ترويجها إعلاميًا بشكل مكثف.

تكشف هذه الممارسات عن منظومة ممنهجة من الأكاذيب والافتراءات يقودها تنظيم الإخوان عبر العالم الرقمي، ساعيًا لإرباك الداخل المصري وتزييف وعي المواطنين وتشويه صورة الدولة إقليميًا ودوليًا. وهو ما يتطلب وعيًا جماهيريًا مستمرًا، وتحديثًا دائمًا لوسائل التصدي الإعلامي والمجتمعي لهذا الخطر الرقمي.

تم نسخ الرابط