سوهاج على طريق التنمية.. نائب المحافظ يكشف بالأرقام حجم الإنجاز
نائب محافظ سوهاج لـ"تفصيلة": نمضي بخطة شاملة لتمكين الشباب وجذب الاستثمار.. و"حياة كريمة" تصنع نهضة غير مسبوقة في القرى

في الوقت الذي تتجه فيه أنظار الدولة نحو تعمير الصعيد، تقف محافظة سوهاج في قلب هذا التحول التنموي، بمشروعات ضخمة، وتدخلات متعددة، وأطُر عمل تنفيذية تسابق الزمن.
وتحت مظلة مبادرة "حياة كريمة"، باتت قرى سوهاج ورشًا مفتوحة للتطوير، فيما تتقدم جهود التمكين الاقتصادي والاجتماعي بوتيرة غير مسبوقة، يقودها فريق عمل محلي شاب بروح علمية وإدارية جديدة.
الدكتور محمد عبد الهادي، نائب محافظ سوهاج، هو أحد أبرز الوجوه التنفيذية الصاعدة، يحمل على عاتقه ملفات شائكة، ويتبنى نهجًا تشاركيًا يستهدف تفعيل دور الشباب والمجتمع المدني جنبًا إلى جنب مع الدولة.
في هذا الحوار الخاص، يفتح الدكتور محمد عبدالهادي لـ"تفصيلة" كل الملفات، ويكشف الأرقام، ويتحدث بلغة التخطيط والإنجاز.

وإلى نص الحوار:
كيف تعاملتم مع ملف تمكين الشباب باعتباره من أولويات الدولة؟
بدأنا بتغيير المفهوم التقليدي لدور الشباب من مجرد متلقٍ إلى شريك حقيقي في صنع القرار والتنفيذ، وأطلقنا أول منصة إلكترونية مخصصة لشباب المحافظة تحت إشراف وحدة دعم التنفيذ والمتابعة، وسجل فيها أكثر من 12 ألف شاب من مختلف مراكز المحافظة، يشاركون برؤاهم ومبادراتهم، وتُعرض عليهم فرص التدريب والعمل والمشاركة في الفعاليات.
كما أطلقنا مبادرة "بإيدينا نجمل شوارعنا"، والتي جمعت أكثر من 500 شاب وفتاة للعمل ميدانيًا في طلاء الأرصفة وتجميل الميادين، وغرس روح الانتماء، ولم نغفل الجانب العلمي؛ حيث أطلقنا أول دفعة لتدريب 50 شابًا على تطبيقات الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع وزارة الاتصالات، لتأهيلهم للوظائف المستقبلية.
حدثنا عن ملتقى التوظيف الذي نظمتموه مؤخرًا.. ما نتائجه؟
نظمنا أول ملتقى توظيفي متكامل بمشاركة 35 شركة محلية وإقليمية، وفر أكثر من 2000 فرصة عمل حقيقية، بالشراكة مع مؤسسة "حياة كريمة" ومركز "شغلني".
وحرصنا على توجيه الدعوة للشباب المتقدمين لمنصة التوظيف وطلاب التعليم الفني والجامعي، وتم بالفعل توقيع عقود مبدئية لـ400 شاب، وجارٍ المتابعة مع الشركات لضمان الاستدامة.
كيف تقيّمون مسار تنفيذ مبادرة "حياة كريمة" في سوهاج؟
محافظة سوهاج من أكبر المحافظات المستفيدة من المرحلة الأولى للمبادرة، والتي تستهدف تطوير 181 قرية و1,138 تابعًا في 7 مراكز. حتى الآن، تم تشغيل 30 مجمع خدمات حكومية و53 وحدة صحية، بجانب إحلال وتجديد المدارس، وتمديد شبكات الصرف الصحي بطول تجاوز 200 كم.
كما انتهينا من تسكين نحو 80% من العاملين بوحدات المجمعات الحكومية، وبدأنا استقبال المواطنين لتقديم خدمات الشباك الواحد في المراكز التكنولوجية
وماذا عن ملف التقنين وتسوية أوضاع أراضي الدولة؟
وصلنا إلى مرحلة متقدمة جدًا، حيث استلمنا حتى منتصف يوليو الجاري أكثر من 13,780 طلب تقنين، وتم الانتهاء من إجراءات التقييم والتسعير لـ95% منها.
وبلغ عدد العقود التي تم توقيعها أكثر من 8 آلاف عقد، ويتم تحصيل الأقساط على مراحل وفق توجيهات رئاسة مجلس الوزراء، ولدينا لجنة مركزية تتابع التنفيذ أسبوعيًا مع الوحدات المحلية.
كيف تسير جهود جذب الاستثمار داخل المحافظة؟
استراتيجية سوهاج تعتمد على إعادة استخدام الأصول غير المستغلة، وتذليل العقبات أمام المستثمرين الجادين.
بدأنا بتشكيل لجنة لحصر تلك الأصول وطرحها كفرص استثمارية في مجالات مختلفة
ما الجديد في ملف التعاون الدولي وجذب استثمارات أجنبية؟
عقدنا مؤخرًا اجتماعًا موسعًا مع وفد من رجال الأعمال الصينيين، وطرحنا عليهم مشروعات كبرى فى مختلف المجالات.
الجانب الثقافي والاجتماعي أيضًا مهم.. ماذا تحقق؟
افتتحنا قصر ثقافة الطفل بمدينة سوهاج، وجارٍ الانتهاء من قصر ثقافة أم دومة، كما نظمنا ورشًا ثقافية وفنية لأبناء القرى ضمن مبادرة "أنت الحياة".
ركزنا على الفعاليات النوعية التي تعزز الهوية والانتماء، وخصصنا أسبوعًا ثقافيًا للمرأة بعنوان "من بيتك شاركي"، شارك فيه أكثر من 200 سيدة من القرى.
كلمة أخيرة لأهالي سوهاج؟
أقول بكل صدق: المواطن السوهاجي هو شريكنا الحقيقي في النجاح، وتقديرنا له ينعكس في كل قرار نتخذه.
عملنا قائم على الشفافية والتواصل والعدل، وسنواصل تنفيذ توجيهات السيد الرئيس في بناء دولة حديثة تبدأ من الريف وتنتهي في كل قرية.
