"من يوليو إلى يونيو".. الخيانة «عقيدة» الإخوان الارهابية الثابتة على مر العصور

منذ نشأتها، ارتبطت جماعة الإخوان الارهابية بمواقف متذبذبة، تتبدل فيها الشعارات بحسب المصالح، بينما ظل منهج الخيانة نهجًا راسخا، سواء في علاقتها بثورة 23 يوليو 1952 أو بثورة 30 يونيو 2013.
وقبل ذلك، لا ينسى التاريخ اغتيالات نفذها أو حرض عليها عناصر من الجماعة بحق رموز وطنية، بدأت منذ اغتيال القاضي أحمد الخازندار والنقراشي باشا، وصولاً إلى ما بعد 2013، حين استهدفوا شخصيات عامة، أبرزهم النائب العام هشام بركات، في هجوم جبان كشف وجه الجماعة الدموي.
خيانة يوليو.. من التأييد إلى الاغتيال
فعقب نجاح حركة الضباط الأحرار في 23 يوليو 1952، بسبب سوء الأحوال المجتمعية والاقتصادية ل ٩٠٪ من الشعب المصري، أبدت جماعة الإخوان الارهابية تأييدًا واضحًا للثورة، بل حاولت التقرب من محمد نجيب واستغلال انفتاحه المدني لتحقيق مكاسب سياسية.
لكن مع تزايد دور جمال عبدالناصر ورفضه هيمنة الجماعة، انقلبت العلاقة، فكانت محاولة اغتيال عبدالناصر في المنشية بالإسكندرية بمثابة إعلان حرب على الدولة الجديدة، ثم تلتها محاولات لزرع الفوضى بتفجيرات في القناطر الخيرية ومواقع أخرى.
خيانة يونيو.. مواجهة الشعب والدولة
بعد عقود، عادت الجماعة الارهابية لتتسلق السلطة عقب ثورة يناير، لكنها لم تقدم مشروعًا وطنيًا بقدر ما سعت إلى أخونة الدولة، وهو ما دفع الشعب المصري للخروج في 30 يونيو، وبموقف حاسم من القوات المسلحة التي علمت مخططات الجماعة وتبنيها منهج غير وطني تم إنهاء حكمهم في البيان التاريخي في ٣ يوليو ٢٠١٣.
حيث أعلن الفريق أول عبدالفتاح السيسي وقتها خطة وفاق وطني بخارطة مستقبل من عدة نقاط كالتالي:
- تشكيل حكومة كفاءات وطنية تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية.
- تشكيل لجنة مراجعة التعديلات الدستورية على دستور 2012.
- مناشدة المحكمة الدستورية العليا إقرار قانون انتخابات مجلس النواب، والبدء في إجراءات الإنتخابات.
لكن بدلاً من احترام الإرادة الشعبية، ردت الجماعة بالعنف؛ فكان الاغتيال السياسي أبرز أدواتها، وعلى رأس ضحاياها النائب العام الشهيد هشام بركات.
كما استدعت من جديد أحد أخطر مظاهر الخيانة فكان استهداف الوحدة الوطنية، ففي أعقاب نجاح ثورة ٣٠ يونيو وإقصاء الإخوان من الحكم، شن عناصر الجماعة حملة ممنهجة على الكنائس والمنشآت القبطية، في محاولة لإشعال الفتنة الطائفية. لكن وعي المصريين أفشل تلك الخطة.
كما استهدفت الجماعة الارهابية التكتلات الصلبة للدولة الوطنية من (الجيش والشرطة) من خلال عمليات عدوانية مستمرة على امتداد ربوع الوطن من شماله إلى جنوبه، متصديا لهم تضحيات باسلة من رجال القوات المسلحة والشرطة، لفرض الاستقرار من جديد والحفاظ على الوحدة الوطنية للدولة المصرية.
ومن محاولة السيطرة على ثورة يوليو، إلى محاولة اختطاف الدولة بعد يونيو، أثبتت الجماعة أن الخيانة ليست انحرافًا، بل عقيدة.
وبين المنشية ورابعة، وتفجير القناطر واستهداف الكنائس، لم تتبدل أدواتهم، ولم تتغير نواياهم.
إنها قصة تاريخية واضحة المعالم، تؤكد أن الجماعة لا تؤمن بالدولة الوطنية، ولا تعرف طريقًا للمشاركة إلا على حساب الوطن ذاته.