رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

تصعيد دموي في غزة وسط حصار خانق وتحذيرات من مجاعة جماعية

أنقاض المباني المدمرة
أنقاض المباني المدمرة في قطاع غزة

في ظل حصار خانق وتجويع متعمد للمدنيين، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، قصفه العنيف لمناطق مختلفة في قطاع غزة، مستهدفًا منازل مأهولة وخيام نزوح، ما أسفر عن ارتفاع جديد في أعداد الشهداء، وسط تحذيرات من مجاعة شاملة وأوضاع إنسانية كارثية.

حصيلة متزايدة

ومنذ فجر الأربعاء، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى نحو 40، بينهم 14 في جنوب القطاع، و8 في المنطقة الوسطى، و9 في مدينة غزة والمناطق الشمالية، فيما استشهد 11 آخرون كانوا ينتظرون المساعدات وسط القطاع، في مشهد يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي الخانق واستمرار منع دخول المساعدات الإنسانية.

وفي المقابل، أعلن جيش الاحتلال قصف نحو 120 هدفاً في قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، زاعمًا استهداف خلايا مسلحة، وأنفاق قتالية، ومبانٍ عسكرية، ومنشآت مفخخة، وبنى تحتية مرتبطة بالفصائل الفلسطينية.

الصحافة تدفع الثمن

وفي جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال في استهداف الصحفيين، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استشهاد الصحفيين تامر الزعانين وولاء الجعبري، ما رفع عدد شهداء الجسم الصحفي إلى 231 صحفياً منذ بداية العدوان.

واستشهدت ولاء الجعبري، الحامل، مع جنينها وزوجها وأطفالها الخمسة، في قصف إسرائيلي استهدف حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، ما أسفر عن ارتقاء 9 شهداء في المجمل.

المكتب الإعلامي أدان بشدة استهداف الصحفيين الفلسطينيين بشكل ممنهج، داعياً الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب وكل النقابات والهيئات الإعلامية الدولية إلى التحرك العاجل لإدانة هذه الجرائم، ومحاسبة الاحتلال على اغتيالاته المتكررة بحق الإعلاميين.

كما حمّل المكتب الإعلامي الاحتلال، إلى جانب الولايات المتحدة ودول أوروبية مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن الجرائم المرتكبة، واصفاً إياها بالتواطؤ في جريمة إبادة جماعية.

موقف أوروبي متواطئ

من جانبه، انتقد رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، صمت الاتحاد الأوروبي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية، مؤكدًا أن بروكسل لم تصدر أي موقف يُدين تخلف إسرائيل عن وعودها بإدخال المساعدات، وتهربت من مسؤولياتها الأخلاقية، في تناقض صارخ مع القيم التي تدّعي الدفاع عنها.

وقال عبده لـ"تفصيلة"، إن الاتحاد الأوروبي وفّر غطاءً سياسياً لإسرائيل داخل أروقة الأمم المتحدة، عبر التصدي لأي قرار يدين العدوان، مما جعله شريكاً غير مباشر في المأساة الإنسانية المستمرة في غزة.

تحذيرات من مجاعة جماعية

في تطور خطير، أطلقت أكثر من 100 منظمة إغاثية وحقوقية، بينها أطباء بلا حدود، وأنقذوا الأطفال، وأوكسفام، تحذيراً عاجلاً من خطر مجاعة جماعية تهدد سكان القطاع.

وأكدت المنظمات، في بيان مشترك وقّعت عليه 111 جهة دولية، أن الأوضاع الصحية والمعيشية في غزة تتدهور بسرعة، مطالبةً بوقف فوري لإطلاق النار، وفتح جميع المعابر البرية، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية عبر آليات تابعة للأمم المتحدة.

ورغم إعلان إسرائيل تخفيف الحصار منذ مايو الماضي، لا تزال كميات المساعدات التي تدخل القطاع شحيحة للغاية، ما يفاقم من أزمة الجوع ويهدد حياة مئات الآلاف من السكان.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 201 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

تم نسخ الرابط