رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

غارات ومجاعة في غزة.. الاحتلال يُصعّد والموت يحاصر الأطفال جوعًا ونارًا

تعبيرية
تعبيرية

في اليوم الـ654 من حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، تتواصل الغارات الجوية المكثفة بالتزامن مع تشديد الحصار الخانق، ما أسفر عن تصاعد غير مسبوق في أعداد الشهداء، سواء نتيجة القصف أو بسبب الجوع والمجاعة التي تضرب القطاع المنكوب.

المجاعة تفتك بأطفال غزة

سجلت وزارة الصحة في غزة وفاة 19 شخصًا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية نتيجة الجوع، من بينهم الطفلة رزان أبو زاهر، البالغة من العمر أربع سنوات، والتي لم تعرف في حياتها القصيرة سوى أصوات القصف وألم الجوع. رزان انضمت إلى قائمة تضم أكثر من 70 طفلًا قضوا جوعًا منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023.

مشهد وداع والد الطفلة الرضيعة يحيى فادي النجار في مجمع ناصر الطبي بخان يونس شكّل صدمة إنسانية، حيث فارق الحياة بسبب سوء التغذية الحاد. 

وقد تداولت وكالات الأنباء الصورة المؤلمة التي تُجسد عمق المأساة التي يعيشها المدنيون في القطاع.

القصف لا يهدأ.. والشهداء يتساقطون

تزامنًا مع الجوع، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه الجوي والبري على مناطق متفرقة من غزة، مما أدى إلى استشهاد 27 فلسطينيًا فجر اليوم الاثنين، وفق ما أفادت به مصادر طبية محلية، إضافة إلى عدد من الجرحى، معظمهم من العائلات التي كانت تبحث عن الغذاء في ظل انعدام مقومات الحياة.

تحذير أممي وغضب إسرائيلي

وفي أول رد أممي على تدهور الوضع الإنساني، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن "تجويع المدنيين يُعد جريمة حرب"، مشيرًا إلى أن العائلات الفلسطينية في غزة تعاني من كارثة إنسانية متفاقمة، حيث يعاني الأطفال من الهزال ويموت بعضهم قبل أن تصلهم أي مساعدات.

إلا أن الرد الإسرائيلي جاء تصعيديًا، حيث أصدر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قرارًا بعدم تجديد تأشيرة إقامة جوناثان ويتال، رئيس مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، في خطوة وُصفت بأنها عقاب للأمم المتحدة على إدانتها لاستخدام التجويع كسلاح.

مقاطعة دولية وتكثيف التغطية

في سياق متصل، تزايدت الدعوات الشعبية والنخبوية حول العالم لمقاطعة المنتجات والشركات المرتبطة بدعم إسرائيل، فيما دشنت حركات شبابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة "فلسطين 2" لمضاعفة الضغوط السياسية والإعلامية لوقف الحرب.

وعلى الأرض، يستمر الاحتلال في استخدام مقاتلات "إف-35" المتطورة في قصفه لمناطق مدنية مأهولة، في مشهد يعكس فجوة القوة الهائلة مقابل المدنيين العزل الذين يقاتلون من أجل البقاء.

تم نسخ الرابط