ابنة «تفصيلة».. إسراء مصطفى.. أيقونة الجنوب السمراء

في ذهب أسوان، وعلى أحد جدران مشروع فني يحيي الجمال والتراث، تصدّرت صورة فتاة سمراء الجدارية كأنها خارجة من أعماق النيل أو من رسومات المعابد القديمة. لم تكن الصورة عابرة، بل كانت مصادفة تحمل رسالة… لأن "البنت اللي في الجدارية" هي نفسها "البنت اللي بتحكي عن الجمال ده".
إنها إسراء مصطفى… المذيعة، المسافرة، صانعة المحتوى، وأيقونة الجنوب التي قررت تمشي على خُطى الفراعنة، مش بس في ملامحها، لكن في أحلامها كمان.
من مقاعد الدراسة للمكتب.. ثم إلى الميكروفون
إسراء خريجة ماچستير إدارة الأعمال في التسويق من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
قضت أكتر من 10 سنين في مجال الأدوية والتغذية العلاجية، واشتغلت في شركات عالمية كبيرة .
تجربتها الطويلة دي علّمتها الانضباط، والذكاء الاجتماعي، وإزاي تدمج بين العلم واحتياجات السوق الحقيقي… لحد ما قررت تفتح صفحة جديدة في كتاب حياتها.
من أسوان إلى 22 دولة..
سافرت بمفردها لأكثر من 22 دولة، واكتشفت أن السفر مش بس تنقل جغرافي، لكن رحلة داخلية بتشكّل الوعي والشخصية.
كـ "بنت صعيدية"، التجربة كانت تحدي، لكن كمان كانت انتصار.
بتقول إسراء:
"كل بلد كنت بزورها، كنت بسيب فيها حتة مني… وباخد منها حتة جديدة بتكملني."
صوت للناس وقضاياهم
إسراء مش بس صانعة محتوى… هي صوت للناس.
تم اختيارها كسفيرة للتنمية المستدامة بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، وسفيرة للتسامح من خلال المركز العربي للشباب بأبوظبي و وزارة الخارجيه الإماراتيه.
كمان اتكرّمت من وزير الشباب والرياضة كواحدة من أكتر الشخصيات تأثيرًا في الصعيد، واختيرت ضمن أفضل 10 قادة في برنامج "دورنا" من بين ألف شاب وشابة.
من حلم الطفولة للمايك.. وإطلاق الصوت
في 2023، شاركت في برنامج "الدوم" على قناة DMC، واللي كان بداية شرارة حلم قديم عندها: الميكروفون.
ومن حوالي 3 شهور بدأت أول خطوة حقيقية في الإعلام كمذيعة في منصة «تفصيلة»، المنصة الرقمية الصاعدة اللي بتهدف لتقديم محتوى مهني، واقعي، وقريب من الناس.
بتشبه بلدها.. وبتحكي حكاياتها
إسراء بتقدّم محتوى بيشبهها… سمراء، جنوبية، دافئة، وقوية.
بتقول: "أنا بشوف الجمال في الناس ….
إسراء بتحكي عن أسوان، النوبة، القاهرة التاريخية، والأقصر… مش بس من خلال الأماكن، لكن من خلال الناس اللي عايشة فيها، وتستحق إن صوتها يتسمع.
محتواها بيجمع ما بين السياحة، والتراث، والقضايا المجتمعية زي الصحة، المياه، تمكين المرأة، وتغذية الأطفال… علشان الصورة تكون كاملة، والحكاية تكون صادقة.
لما تتحول ملامحك لرسمة.. وتحكي قصة بلد
الملامح السمراء اللي ظهرت في جدارية فنية على جدران دهب أسوان، هي نفسها المذيعة اللي بتحكي عن تاريخ المكان، وبتدعو العالم يشوف مصر بعين قلبها.
كأن الجدارية كانت "صدفة مقصودة"، وكأن الرسام كان بيرسم شبه الفراعنة اللي بيكملوا رسالتهم بشكل جديد… بالميكروفون بدل المنقوشات، وبالكاميرا بدل الجداريات.
إسراء… مش بس من الجنوب، هي صوت الجنوب
بنت الجنوب ماكتفتش إنها تحلم… قررت تحقق، وتثبت إن الطموح مالهش جغرافيا، وإن السُمرة مش لون بس، دي جينات مجد، وقوة، وتاريخ.