رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

السويداء بلا جيش.. الشرع يفوض الدروز بإدارة المدينة ويهدد إسرائيل بحرب مفتوحة

الرئيس السوري
الرئيس السوري

في مشهد غير مسبوق منذ اندلاع الحرب السورية، استيقظت محافظة السويداء على انسحاب كامل للقوات الحكومية من المدينة، تاركةً خلفها شوارع شبه خالية، وجثثًا متناثرة، ومشهدًا سياسيًا وعسكريًا معقدًا يتجاوز مجرد هدنة مؤقتة.

وجاء القرار بعد أيام من اشتباكات دامية أسفرت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل 360 شخصًا على الأقل، وسط حديث عن عشرات القتلى الآخرين لم تُحصَ جثثهم بعد.

لكن الأكثر لفتًا للانتباه لم يكن عدد الضحايا، بل ما قاله الرئيس السوري أحمد الشرع في خطابه مساء أمس: "سلّمنا الأمن للفصائل المحلية ومشايخ العقل في السويداء، انسحبنا لنمنع حربًا أهلية شاملة".

 

مدينة بدون جيش

وبحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن، فإن الحكومة السورية سحبت قواتها من المدينة بالكامل، في خطوة فُهمت سياسيًا كإعادة تموضع أكثر منها انسحابًا تقليديًا.

المشهد على الأرض أكده رئيس تحرير شبكة "السويداء 24" ريان معروف، الذي زار المدينة، كما أكد لـ"فرانس برس" أن القوات الحكومية اختفت، لكن الوضع مأساوي: جثث في الطرقات، والناس خائفة، كما أن مصدرًا أمنيًا أبلغ نفس الوكالة بأن الانسحاب تم فجرًا، بهدوء، وبدون مواجهة.

 

من يحكم السويداء الآن؟

أعلن الرئيس السوري تكليف مشايخ العقل والفصائل الدرزية بمهمة حفظ الأمن داخل السويداء، في مشهد يُذكر بتجارب "الإدارة الذاتية" في مناطق سورية أخرى، لكن هذه المرة على خلفية دموية وبتواطؤ رسمي واضح، قائلاً في حديثه: «هذه ليست تنازلات، بل تفادٍ لانفجار أكبر، ما يحدث في السويداء خطر على وحدة سوريا كلها».

الرئيس نفسه أقر بأن القوات الحكومية أُرسلت أساسًا لفض اشتباكات بين مجموعات محلية، لكنه اتهم إسرائيل بـ"إفساد المهمة عبر استهداف موسّع للمنشآت المدنية"، على حد تعبيره.

 

تهديد مباشر لإسرائيل

ورغم لغة التهدئة الظاهرة، حمل خطاب الرئيس السوري تهديدًا صريحًا، قائلاً: «لن نتردد في الدخول في حرب مفتوحة مع إسرائيل إذا استمرت في تدخلها»، لكنه في الوقت نفسه ترك الباب مواربًا، مشيدًا بوساطات أمريكية وعربية وتركية، واصفًا إياها بأنها "منعت كارثة أكبر"، في اعتراف ضمني بأن الأمور خرجت عن السيطرة لساعات طويلة.

 

السويداء بلا جيش

قرار سحب الجيش السوري من السويداء لم يكن خطوة عسكرية فقط، فالمحافظة ذات الغالبية الدرزية كانت دائمًا المنطقة الأقل احتكاكًا، ومنذ بداية الحرب، تتحول إلى مساحة أمنية جديدة لا يحكمها النظام مباشرة، ولا تسيطر عليها المعارضة، ولا تُدار رسميًا من جهة واحدة.

تم نسخ الرابط