وزير الصحة: مصر تسجّل تراجعًا تاريخيًا في عدد المواليد.. و31% من السكان دون 15 عامًا

أكد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، أن الاستثمار في الإنسان هو الخيار الأذكى لتحقيق مستقبل مستدام، مشيرًا إلى أن الواقع الديموغرافي لمصر يمثل فرصة ذهبية، إذ تبلغ نسبة السكان دون سن 15 عامًا نحو 31.2%، بينما لا تتجاوز نسبة كبار السن 5.9%، ما يعكس الطبيعة الفتية للمجتمع المصري، والتي يجب استثمارها من خلال تعزيز برامج تمكين الشباب لبناء أسر مستقرة تسهم في جهود التنمية.
وأوضح وزير الصحة أن الدولة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق التوازن المنشود بين النمو السكاني والنمو الاقتصادي، مستندة في ذلك إلى استراتيجية شاملة ضمن إطار "رؤية مصر 2030"، مؤكدًا أن القضية السكانية تمثل أولوية وطنية تتطلب تضافر جهود مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
جاءت تصريحات الوزير خلال كلمته في احتفالية اليوم العالمي للسكان 2025، التي أقيمت اليوم الاثنين تحت شعار: «تمكين الشباب لبناء الأسر التي يريدونها في عالم عادل ومفعم بالأمل»، بحضور الدكتورة عبلة الألفي، والدكتور محمد الطيب، نائبي وزير الصحة، واللواء خيرت بركات رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إلى جانب ممثلين عن الوزارات المعنية، والأمم المتحدة، وشركاء دوليين ومحليين.
وأشار عبدالغفار إلى أن شعار هذا العام يُجسد التزامًا إنسانيًا بوضع الشباب في صدارة السياسات السكانية، باعتبارهم عماد التنمية، مؤكدًا أن تمكينهم بالمعرفة وإتاحة الفرص والخدمات المتكافئة هو السبيل لبناء أسر مستقرة ومجتمع عادل قادر على التقدم.
وتطرق الوزير إلى التحولات الديموغرافية التي يشهدها العالم، موضحًا أن عدد سكان العالم بلغ 8.2 مليار نسمة في يوليو 2025، تستحوذ الهند والصين على 35% منهم، فيما تحتل مصر المركز الثالث عشر عالميًا، والثالث إفريقيًا، والأول عربيًا، بعدد سكان بلغ 107.3 مليون نسمة مطلع العام الجاري، مقارنة بـ94.8 مليون نسمة عام 2017، مع توقعات ببلوغ عدد سكان العالم 8.9 مليار في 2035، و9.7 مليار في 2050.
وأشار إلى أن النمو السكاني يتركز بشكل أكبر في الدول الأقل تقدمًا، والتي يعيش بها نحو 6.9 مليار نسمة، مقابل 1.3 مليار فقط في الدول المتقدمة، مما يفرض تحديات مركبة على الدول النامية.
وفي هذا السياق، لفت عبدالغفار إلى إطلاق الدولة الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية (2023 – 2030) المستندة إلى نتائج "مسح الأسرة المصرية 2021"، الذي أظهر تحولًا إيجابيًا في وعي الأسر تجاه خفض معدلات الإنجاب، حيث عبّرت السيدات في سن الإنجاب عن رغبة في الاكتفاء بعدد أقل من الأبناء، بما يدعم الوصول إلى معدل إنجاب مستهدف يبلغ 2.1 طفل لكل سيدة.
كما أشار إلى إعداد "الخطة العاجلة للسكان والتنمية 2025 – 2027" لتسريع تحقيق الأهداف، بالاعتماد على أدوات تحليلية حديثة، أبرزها "الدليل السكاني الوطني"، الذي يضم 29 مؤشرًا مركبًا، إضافة إلى مؤشرات رئيسية تشمل: الأمية، البطالة، زواج الأطفال، والتسرب من التعليم.
وأعلن الوزير عن تحقيق نتائج إيجابية ملموسة، أبرزها تراجع معدل الإنجاب الكلي من 2.85 طفل لكل سيدة عام 2021 إلى 2.41 طفل في 2024، وانخفاض معدل المواليد من 26.8 لكل ألف نسمة في 2017 إلى 18.5 في 2024، كما انخفض عدد المواليد السنوي إلى أقل من مليوني مولود للمرة الأولى في تاريخ مصر الحديث.
وأشار كذلك إلى تحسن ملحوظ في مؤشرات الدليل السكاني، حيث انخفض عدد المناطق المصنفة "حمراء" من 74 إلى 32 منطقة بنسبة تحسن بلغت 41%، وارتفعت المناطق "الخضراء" من 15 إلى 24 منطقة، فيما بلغ عدد المناطق "الصفراء" 215 منطقة، كما ارتفع عدد المحافظات الخالية من المناطق الحمراء من 3 إلى 7 محافظات، من بينها بني سويف، الأقصر، دمياط، والوادي الجديد.
وأكد عبدالغفار أن هذه الإنجازات جاءت بفضل التعاون والتكامل بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني، مشددًا على أن القضية السكانية مسؤولية وطنية جماعية، داعيًا إلى مواصلة تعزيز الشراكات لتطوير خدمات الصحة الإنجابية وتنفيذ حملات توعوية تضمن وصول المعرفة والخدمات للفئات الأكثر احتياجًا، لا سيما فئة الشباب.