تصعيد دموي في غزة وتبادل اتهامات بين حماس وإسرائيل بتعطيل مفاوضات الدوحة

في يوم دامٍ جديد، استشهد ما لا يقل عن 67 فلسطينياً، بينهم نساء وأطفال، في غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت مناطق متعددة في قطاع غزة، بينما تبادلت حركة حماس وإسرائيل الاتهامات بشأن تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية في العاصمة القطرية الدوحة.

قتلى وجرحى في قصف مكثف

أفاد جهاز الدفاع المدني في غزة باستشهاد 29 شخصاً في غارات استهدفت مناطق من بينها مخيم النصيرات، حيث سقط 18 شهيدًا بعد استهداف نقطة توزيع مياه مخصصة للنازحين. 

كما استشهد 10 أشخاص في قصف على السوارحة، و5 آخرون في مخيم الشاطئ، بينما استمرت الضربات في مناطق تل الهوى، الصبرة، وخان يونس.

وفي حصيلة إضافية لاحقة، ارتفع عدد الشهداء إلى 67 خلال ساعات، في ظل استمرار عمليات الإنقاذ وسط الدمار الكثيف.

تعثر المفاوضات.. خرائط ومخاوف من التهجير

في موازاة التصعيد العسكري، تعثرت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في الدوحة، وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين.

كشف مصدر دبلوماسي لـ"تفصيلة"، أن الخلاف يتمحور حول خريطة إسرائيلية للانسحاب لا تشمل خروجًا كاملاً لجيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع، بل إعادة انتشار تبقي على قوات الاحتلال في أكثر من 40% من أراضي غزة، وهو ما تعتبره حماس خطوة لإعادة احتلال طويل الأمد.

وحذر المصدر من أن الخريطة تهدف إلى تجميع مئات الآلاف من النازحين في رقعة ضيقة غرب رفح تمهيدًا لتهجيرهم خارج فلسطين، مؤكداً أن وفد حماس يرفض تلك الخرائط رفضاً قاطعاً.

في المقابل، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول سياسي إسرائيلي بأن حماس تُفشل المحادثات من خلال تعنتها ورفض تقديم تنازلات، متهماً إياها بشن حرب نفسية لتقويض العملية التفاوضية.

الجمود يفاقم الكارثة الإنسانية

مع استمرار العمليات العسكرية، تبدو جهود التهدئة في طريق مسدود، في وقت تزداد فيه أعداد الضحايا المدنيين والمعاناة الإنسانية، وسط دمار شامل، وانهيار الخدمات، وأزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها غير مسبوقة.

بدأت الحرب في 7 أكتوبر 2023، عندما شنت حركة حماس هجوماً مفاجئاً على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، وردت إسرائيل بحرب مفتوحة على القطاع أدت إلى استشهاد 57,882 فلسطينياً، غالبيتهم من النساء والأطفال.