أول تعليق تركي على تسليم حزب العمال الكردستاني سلاحه

أعلن عمر تشيليك، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية والمتحدث الرسمي باسم الحزب، يوم الجمعة أن أولى الخطوات ضمن عملية تسليم الأسلحة التي يقوم بها تنظيم حزب العمال الكردستاني قد تم إنجازها بنجاح. تأتي هذه الخطوة في سياق الجهود المتواصلة لتحقيق هدف "تركيا بلا إرهاب"، وهو هدف سعت إليه الدولة التركية منذ سنوات طويلة لتعزيز السلام والاستقرار الداخلي.
وخلال بيان رسمي أدلى به، أكد تشيليك أن تحقيق هذا الهدف سيُسهم بفعالية في تخلي البلاد عن ثقل الإرهاب الذي طالما أثر على مختلف جوانب الحياة العامة والخاصة. كما أوضح أن النجاح في تحقيق هذا الهدف سيمهد الطريق لتحوّل المنطقة المحيطة بتركيا إلى منطقة خالية من كافة أشكال الإرهاب، مشيرًا إلى أن هذه العملية تتم بتوجيه مباشر ومتابعة مستمرة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأشار المسؤول الحزبي إلى أن مؤسسات الدولة، بما في ذلك الأجهزة الدبلوماسية والاستخباراتية والأمنية، تعمل بشكل متكامل وعلى مدار الساعة لتعزيز هذا المسار وتحقيق الأهداف الموضوعة. وأضاف أن تجاوز هذه المرحلة الحرجة يُعتبر خطوة هامة نحو إنهاء وجود حزب العمال الكردستاني، من خلال استكمال عملية تسليم السلاح وحل كافة فروع التنظيم وتفكيك بنيته غير القانونية على جميع الأصعدة.
كما بيّن تشيليك أن عملية تسليم الأسلحة تُدار كجزء من مشروع دولة ذو أهمية استراتيجية، مع الالتزام بوضع حد لأي محاولات استفزازية قد تهدد مسار العملية. وشدد على أن الرؤية والتوجيه المستمدة من إرادة رئيس الجمهورية هي الضامن الأساسي لاستمرار هذه الجهود وتحقيق نتائج ملموسة.
من جانبه، صرّح مسؤول تركي كبير أن عملية نزع السلاح التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني تُعتبر منعطفًا تاريخيًا لا يمكن الرجوع عنه. وأضاف أن هذا التطور يمثل فرصة حقيقية لبناء مستقبل أكثر أمنًا وخاليًا من الإرهاب، بالإضافة إلى حماية أرواح المدنيين الأبرياء الذين طالما عانوا جراء الصراع الممتد لأربعة عقود. وأكد المسؤول أن أنقرة مستعدة لدعم جميع الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والمصالحة الدائمة في المنطقة.
وأشار إلى أن عملية تسليم الأسلحة تُعد جزءًا من المرحلة الثالثة ضمن إطار عملية السلام الأوسع التي تستهدف القضاء على النشاط المسلح لحزب العمال الكردستاني وإيجاد حلول طويلة الأمد للجماعة. وأوضح مصدر آخر، رفض الكشف عن هويته، أن الخطوات القادمة ستشمل إعادة دمج أعضاء التنظيم ضمن المجتمع التركي بصيغ قانونية تضمن تعزيز الانسجام الاجتماعي. كما سيتم إطلاق مبادرات لتقوية العلاقات بين المجتمعات المحلية وتعزيز المصالحة الثقافية والاجتماعية.
وفي خطوة رمزية تحمل دلالة كبيرة، قام عدد من أعضاء حزب العمال الكردستاني المحظور بتسليم بعض أسلحتهم قرب أحد الكهوف في شمال العراق يوم الجمعة. يأتي هذا التطور التاريخي بعد قرار الجماعة التخلي عن العمل المسلح الذي أرهق الدولة التركية والمناطق المجاورة لأكثر من أربعة عقود. تعد هذه الخطوة بداية لمسار جديد يهدف إلى إنهاء الصراع في المنطقة بشكل دائم وتحقيق السلام الشامل.