نهاية 40 عامًا من الصراع المسلح مع الدولة التركية
ماذا بعد إلقاء حزب العمال الكردستاني السلاح؟

تبدأ اليوم الجمعة، في إقليم كردستان العراق، مراسم رمزية لإلقاء السلاح من قبل مقاتلين من حزب العمال الكردستاني، في خطوة تُعد تحولًا فارقًا في مسيرة أحد أقدم الصراعات المسلحة في المنطقة.
تأتي هذه الخطوة بعد نحو شهرين من إعلان الحزب الكردي المسلح إنهاء نزاعه الممتد منذ عام 1984 ضد الدولة التركية، والذي خلّف أكثر من 40 ألف قتيل.
مراسم رمزية في السليمانية
ومن المقرر أن تُقام مراسم نزع السلاح في موقع غير محدد قرب مدينة السليمانية شمال شرقي العراق، وسيشارك فيها نحو 30 مقاتلًا من الحزب، سيقومون بتدمير أسلحتهم بشكل رمزي يعكس حسن النوايا.
ورغم محدودية المعلومات المتاحة عن تفاصيل المراسم، إلا أن الحدث يُرتقب أن يشهد حضور عدد من نواب حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، ثالث أكبر كتلة برلمانية في تركيا، إضافة إلى صحفيين محليين ودوليين.
كواليس اتفاق إلقاء السلاح
وكان عبد الله أوجلان، زعيم الحزب المعتقل منذ عام 1999 في جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول، قد دعا في 27 فبراير الماضي من سجنه إلى إنهاء العمل المسلح والانتقال إلى العمل السياسي.
وتجاوب الحزب مع هذه الدعوة بإعلان وقف إطلاق النار مطلع مارس، تلاه في 12 مايو حل التنظيم وإعلان إنهاء الكفاح المسلح.
وفي تسجيل مصوّر مؤرخ في 19 يونيو وبُث الأربعاء، شدد أوجلان (76 عامًا) على ضرورة إنشاء آلية لإلقاء السلاح تسهم في تقدم العملية، مؤكّدًا أن الانتقال إلى السياسة القانونية والديمقراطية يجب أن يتم عبر خطوات عملية وسريعة.
تأتي هذه التحولات في إطار مفاوضات غير مباشرة مستمرة منذ أكتوبر الماضي بين أوجلان والحكومة التركية، برعاية مباشرة من الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال الرئيس التركي، في تصريحات السبت الماضي، إن عملية السلام ستتسارع عندما تبدأ المنظمة الإرهابية تنفيذ قرارها بإلقاء السلاح، معربًا عن أمله في نجاح العملية دون حوادث أو عرقلة.
حزب سياسي جديد
ويتوقع أن تكتمل خطة نزع السلاح بحلول عام 2026، على أن يُعلن عن تأسيس حزب سياسي جديد في تركيا، ما يشير إلى تحول جذري في مسار القضية الكردية داخل البلاد.
ويأمل الأكراد، الذين يشكلون نحو 20% من سكان تركيا البالغ عددهم 85 مليون نسمة، أن تُمهّد هذه الخطوة الطريق أمام تسوية سياسية شاملة، تفتح الباب أمام انفتاح أكبر على حقوقهم الثقافية والسياسية في إطار الدولة التركية.