رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

الحكم الذاتي الفلسطيني.. نتنياهو  يربط أي اتفاق ببقاء السيطرة الأمنية بيد تل أبيب

نتنياهو
نتنياهو

جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه القاطع لفكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشددًا على أن الفلسطينيين يمكن أن يحصلوا فقط على قدرة على الحكم الذاتي، بشرط ألا يشكل ذلك تهديدًا للأمن الإسرائيلي.

وجاءت تصريحات نتنياهو خلال مأدبة عشاء غير بروتوكولية جمعته بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، على هامش زيارته الحالية لواشنطن، والتي تتزامن مع جهود حثيثة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

قال نتنياهو إن ما يمكن تقديمه للفلسطينيين هو شكل من أشكال الحكم الذاتي الموسع، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن السيطرة الأمنية في جميع الأراضي، من نهر الأردن إلى البحر، يجب أن تظل في يد إسرائيل.

وأوضح أن أي كيان فلسطيني يتمتع بسيادة كاملة سيكون منصة لتدمير إسرائيل، مستشهدًا بما حدث في 7 أكتوبر 2023، حين شنت حركة حماس هجومًا واسعًا على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر العشرات، ما فجّر الحرب المستمرة في غزة منذ ذلك الحين.

السلام ممكن بشرط  

رغم نبرته الحازمة، عبّر نتنياهو عن إيمانه بإمكانية تحقيق السلام مع الفلسطينيين ومع جيران إسرائيل في المنطقة، لكنه ربط ذلك بما وصفه بالضمانات الأساسية وفي مقدمتها الحفاظ على السيطرة الأمنية والسيادة الإسرائيلية الكاملة في المناطق المتنازع عليها.

ويتماشى هذا الموقف مع التوجهات اليمينية المتشددة لتحالفه الحكومي، الذي يرفض أية خطوات يمكن أن تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، ويطالب بتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية والسيطرة الكاملة على القدس وقطاع غزة.

سياق إقليمي ودولي ضاغط

تأتي تصريحات نتنياهو في لحظة سياسية دقيقة، حيث تستضيف واشنطن مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة قطرية ومصرية، تهدف إلى التوصل إلى هدنة مؤقتة تشمل إطلاق أسرى من الجانبين، وتسهيل دخول المساعدات إلى قطاع غزة.

كما يسعى ترامب إلى تحقيق اختراق سياسي يعزز موقفه الانتخابي عبر تحقيق سلام موثوق في الشرق الأوسط، وسط مؤشرات على رغبة واشنطن في الدفع نحو تسوية أوسع تتجاوز حدود غزة، وتتناول مستقبل العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين بشكل عام.

رسائل متعددة الاتجاهات

يرى مراقبون أن تصريحات نتنياهو موجهة لعدة أطراف في آن واحد:

  • للداخل الإسرائيلي، حيث يحاول كسب دعم القاعدة اليمينية وطمأنة شركائه في الائتلاف الحاكم الرافضين لأي مسار تفاوضي يؤدي إلى الاعتراف بدولة فلسطينية.
  • للإدارة الأمريكية، للتأكيد على ثوابت الموقف الإسرائيلي في أي مفاوضات جارية أو مستقبلية.
  • وللفلسطينيين والعالم العربي، بأن ما يُطرح على الطاولة ليس حل الدولتين، بل صيغة محدودة من الحكم الذاتي لا تتضمن السيادة أو السيطرة الأمنية.
تم نسخ الرابط