ترامب يلعب بالنار.. اتهامات بمعاداة السامية رغم دعم إسرائيل

وسط أجواء سياسية مشحونة واقتراب موسم الانتخابات الأميركية، عادت قضية "معاداة السامية" إلى واجهة الجدل في الولايات المتحدة، هذه المرة محمولة على تصريحات قديمة وجديدة، تتراوح بين التلميح والمباشر، وبين الاتهام والدفاع، في مشهد يعكس انقسامًا داخليًا متصاعدًا حول الخطاب السياسي وحدوده.
ففي الوقت الذي يُتهم فيه الرئيس اط دونالد ترامب باستخدام شعارات وعبارات وُصفت بـ"المعادية للسامية" أو المشجعة على نظريات المؤامرة، يصرّ حلفاؤه على نفي هذه الاتهامات، مشيرين إلى "دعمه الثابت لإسرائيل"، وإلى أن دائرته المقربة تضم شخصيات يهودية بارزة مثل صهره جاريد كوشنر، ومستشاريه ستيفن ميلر وستيف ويتكوف.
وأطلقت إدارة ترامب حملة لمواجهة معاداة السامية داخل الجامعات الأميركية، اتخذت فيها خطوات حادة شملت حجب التمويل الفيدرالي عن جامعات مثل "هارفارد"، كما شنت السلطات حملات لترحيل نشطاء مؤيدين للقضية الفلسطينية ممن يقيمون في الولايات المتحدة بتأشيرات دراسية.
لكن الجدل لم يقتصر على ترامب، إذ يعود شريط الذاكرة إلى عام 2014، حين استخدم جو بايدن، وكان آنذاك نائبًا للرئيس أوباما، مصطلح "شايلوك" وهو توصيف نمطي يربط اليهود بالربا والطمع، في خطاب قانوني أشار فيه إلى معاناة الجنود الأميركيين في العراق بسبب الديون والمتعهدين المستغلين.
وعلى إثر الانتقادات، اعتذر بايدن لاحقًا واصفًا العبارة بأنها "اختيار سيئ للكلمات".
اللافت أن هذه القضايا تتجاوز حدود الأفراد لتلامس أبعادًا ثقافية وسياسية أعمق، حيث يُستخدم "ملف معاداة السامية" أحيانًا كسلاح انتخابي، وأحيانًا كأداة لإعادة تعريف حدود "حرية التعبير" و"النقد المشروع" للسياسات الخارجية، وخاصة تجاه إسرائيل