ماذا يعني شعار سوريا الجديد؟

في خطوة رمزية تعكس مرحلة سياسية وهوياتية جديدة، كشفت السلطات السورية عن الشعار الوطني الجديد الذي تم اعتماده رسميًا، في حفل رسمي حضره كبار المسؤولين وعدد من الشخصيات العامة.
ويأتي الكشف عن هذا الشعار في سياق مشروع متكامل لـ"إعادة بناء الهوية الوطنية وترميم الثقة"، بحسب ما أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع.
شعار العقاب
الشعار الجديد يتخذ شكل طائر العقاب السوري المفتوح الجناحين، وهو تصميم مستوحى من رمزية القوة والسرعة، حيث يشير العقاب إلى الاستعداد الدائم للدفاع عن الوطن ووحدته.
ويمثل هذا الطائر رمزًا تاريخيًا استخدم في العديد من الحضارات، لكن في النسخة السورية الحديثة، تم توظيفه ليحمل دلالات خاصة مرتبطة بالثورة والهوية.
ثلاث نجمات وأربعة عشر ريشة
يتوسط الشعار ثلاث نجمات، استُمدّت ألوانها من العلم السوري، في إشارة إلى مراحل ومحطات تاريخية مفصلية في تكوين الدولة السورية الحديثة.
أما عدد الريشات التي تتفرع من جناحي العقاب، فقد بلغ 14 ريشة، في ترميز مباشر إلى أربعة عشر عامًا من الثورة السورية، بما تمثله من تضحيات، تحولات، وتطلعات نحو مستقبل مختلف.
أبعاد رمزية للساقين والمخالب
ولم تغب الإشارات الدفاعية عن التصميم، حيث جاءت الساقان والمخالب المفتوحة في الشعار الجديد للدلالة على الثبات والاستعداد لحماية وحدة الأراضي السورية، وسط تحديات إقليمية ودولية متواصلة.
الرئيس السوري: الشعار يمثل هوية موحدة لا تقبل التقسيم
وفي كلمته خلال حفل الإعلان، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن "الهوية الجديدة ترمز إلى سوريا الواحدة الموحدة، التي لا تقبل تجزئة أو تقسيم"، مشددًا على أن الهدف من اعتماد هذا الشعار هو إعادة بناء الإنسان السوري وترميم الثقة بالهوية الوطنية، التي "أنهكتها سنوات الهجرة والبحث عن الأمان"، وفق تعبيره.
وأضاف الشرع أن الهوية الجديدة "تمنح سوريا موقعها الطبيعي في الداخل والخارج، وتؤسس لمرحلة تتجاوز الإرث الدموي وتُعيد ترتيب العلاقة بين الدولة والمجتمع على أسس وطنية جامعة".
يرى مراقبون أن الشعار الجديد ليس مجرد تعديل بصري أو فني، بل هو جزء من مشروع سياسي أشمل، يهدف إلى إعادة تعريف سوريا في خضم واقع جيوسياسي متغير، خاصة بعد سنوات من الحرب والتدخلات الخارجية.
وتشير الرمزية المستخدمة إلى رغبة النظام في ترسيخ سردية الوحدة الوطنية، والتأكيد على أن الدولة لا تزال قائمة رغم سنوات التشرذم والتحديات.