ترامب يُشفّر أميركا.. البيت الأبيض يتحول إلى معقل العملات الرقمية

لم يكتفِ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقلب مواقفه من العملات المشفرة، بل مضى أبعد من ذلك، ليحوّل البيت الأبيض إلى غرفة تحكّم في صناعة التشفير العالمية، ويحوّل "البيتكوين" من عدو سياسي إلى ذراع مالية لصناعة النفوذ.
وبين لجان رئاسية، ومستشارين بمليارات، وتحالفات مع كبار أباطرة التشفير، يبدو أن ترامب لم يكن يدير حملة انتخابية فقط، بل يبني منظومة مالية موازية قوامها الرموز الرقمية، ومركزها هو: "ترامب".
ترامب والعملات المشفرة
قبل سنوات، وصف ترامب البيتكوين بأنه "احتيال"، واليوم يعِد بجعل أميركا "عاصمة العملات المشفرة على كوكب الأرض".
ولم يكن الأمر مجرد مزحة انتخابية، فخلال أول أسبوع من ولايته الجديدة، أنشأ مجموعة عمل خاصة بالأصول الرقمية، وعيّن اثنين من أبرز الداعمين للعملات المشفرة في مناصب حساسة، وهما: هوارد لوتنيك وزيرًا للتجارة، وديفيد ساكس مسؤولًا عن الذكاء الاصطناعي والتشفير داخل البيت الأبيض.
ما وراء البيتكوين
قد لا تكون المصادفة وحدها من جمعت ترامب بعالم العملات المشفرة، فبحسب تقارير أميركية، تمثل مشاريع التشفير اليوم نحو 40% من ثروة "منظمة ترامب" البالغة 2.9 مليار دولار.
ومن بورصات رقمية إلى عملات مستقرة تحمل اسمه، بات الرئيس الجمهوري الأسبق يشرف على منظومة مشفّرة تحقق أرباحًا وتعزّز نفوذًا في آنٍ معًا.
الوجوه الستة خلف إمبراطورية ترامب الرقمية
فيما يلي أبرز الشخصيات التي تقف خلف إمبراطورية ترامب الرقمية:
1- جاستن صن – إمبراطور "ترون"
صيني المولد، رجل أعمال مثير للجدل، ضخ 75 مليون دولار في مشروع "وورلد ليبرتي فاينانشال"، وامتلك الحصة الأكبر في العملة الميمية "$Trump".
وظهر وهو يتسلّم ساعة ذهبية من حملة ترامب.
2- مايكل سايلور – حامل مفتاح الخزانة
رجل البيتكوين الأول، يملك أكثر من 2% من إجمالي البيتكوين في العالم عبر شركته MicroStrategy.
دعم ترامب علنًا، وشكّلت شركته النموذج الذي ألهم "ترامب ميديا" لتحويل منصة "تروث سوشيال" إلى مركز مالي رقمي.
3- تشانغبينج تشاو (CZ) – من الإدانات إلى طلب العفو
الرئيس التنفيذي السابق لمنصة Binance.
رغم تسويته المليارية مع السلطات الأميركية، عاد إلى الواجهة بطلب رسمي للعفو الرئاسي من ترامب.
ليس ذلك فقط، بل فُتحت له أبواب جديدة عبر مشروع استثماري ضخم في الإمارات.
4- برايان أرمسترونغ – الرأسمالي السياسي
مدير Coinbase وأحد أبرز الأصوات الداعمة للتشفير في السياسة الأميركية. التقى ترامب، واستعان بمدير حملته السابق كمستشار.
قاد دعمًا ماليًا انتخابيًا، وسوّق لمنصة تواصل جديدة "برعاية ترامب".
5- الأخوان وينكلفوس – من خصومة زوكربيرغ إلى دعم ترامب
بعد معاركهم مع فيسبوك، دخل التوأمان كاميرون وتايلر معترك السياسة، وتبرّعا بمليون دولار لحملة ترامب، وساهما في شرعنة دعوته لتحويل البيت الأبيض إلى مقر لحوكمة التشفير العالمي.
6- ديفيد بيلي – العقل الرمزي لحملة ترامب
رئيس شركة BTC Inc، أدار 300 مليون دولار لإطلاق شركة استثمار مشفّرة، وأصبح مستشارًا غير رسمي لترامب.
ويصفه المقربون بأنه "المهندس الصامت لاستراتيجية العملات الرقمية في الحملة".