"الوحدة الشبح" تحت النار.. قنّاصة "فرنسيون إسرائيليون" متهمون بإعدامات ميدانية في غزة
في خطوة حقوقية لافتة، قُدمت هذا الأسبوع شكوى رسمية أمام المحاكم الدولية تتهم اثنين من القنّاصة مزدوجي الجنسية (فرنسية–إسرائيلية) بارتكاب عمليات قتل ميدانية بحق مدنيين فلسطينيين في قطاع غزة، ضمن ما وُصف بأنه استهداف منظم تقوده وحدة عسكرية خاصة تعرف باسم “الوحدة الشبح”.
الشكوى التي رفعتها الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان (FIDH)، بالتعاون مع منظمات فلسطينية، لا تطال القنّاصيْن فقط، بل تشمل القيادة العسكرية الإسرائيلية بأكملها، في اتهامات تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وربما جرائم إبادة جماعية، وفق ما كشفته قناة Franceinfo الفرنسية يوم الثلاثاء 1 يوليو.
وحدة غير مرئية... لكن أثرها لا يُمحى
القنّاصان المتهمان هما جزء من وحدة مظليين إسرائيلية تحمل الاسم العبري "رفائيم" وتعني "الوحدة الشبح"، وهي تشكيل خاص لم يُعرف بوجوده رسميًا إلا بعد تحقيق ميداني أجراه الصحفي الفلسطيني يونس تيرّاوي.
في شهادات موثقة، تحدث جندي “أميركي إسرائيلي” سابق خدم ضمن الوحدة، مؤكدًا أن أفرادها كانوا يتلقون تعليمات بإطلاق النار على الرجال غير المسلحين، ما داموا في "منطقة قتال" ويُصنفون ضمن "سن التجنيد العسكري".
وبشأن النساء والأطفال، قال الجندي إن التعليمات كانت متضاربة وغامضة، مشيرًا إلى أن القرار غالبًا ما يُترك لتقدير القنّاص نفسه، مما يعني أن قرار الحياة أو الموت كان شخصيًا بالكامل.
صور وتسجيلات منشورة.
محامي الفدرالية الدولية، ألكسيس ديسواف، صرّح بأن القضية لا تتعلق بـ"حالات فردية"، بل بسلوك ممنهج واضح المعالم، قائلا:"الجنود ينشرون بأنفسهم مقاطع فيديو لعمليات القتل التي نفذوها، هذا لا يحدث إلا عندما يشعر الجندي أن لا أحد سيحاسبه".
وأشار إلى أن توثيق الانتهاكات لم يقتصر على هذه الحالة فقط، بل دفع النيابة العامة الفيدرالية في بلجيكا إلى فتح تحقيق مماثل منذ أكتوبر 2024، بينما تستعد دول أخرى، مثل ألمانيا وجنوب أفريقيا، للنظر في شكاوى مشابهة.
مساءلة دولية أمام المحاكم الأوروبية
المنظمات الحقوقية التي تقود الملف تأمل في تحريك مسارات قانونية دولية ضد أفراد وضباط في الجيش الإسرائيلي، بناءً على مبدأ الولاية القضائية العالمية، والذي يسمح بمحاكمة مرتكبي جرائم حرب في دول لا يرتكبونها فيها.
ومع تراكم الأدلة، تسعى الجهات المقدّمة للشكوى إلى توسيع نطاق المساءلة، ليشمل قيادات عليا في المنظومة العسكرية والسياسية، متهمة إياها بمنح الضوء الأخضر لعمليات