رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

محافظ المنوفية يعزي أسرة سائق حادث الإقليمي ويوجه بعلاج والديه

محافظ المنوفية يقدم
محافظ المنوفية يقدم واجب العزاء

في لفتة إنسانية مؤثرة، توجه محافظ المنوفية إلى منزل أسرة سائق ميكروباص حادث الطريق الإقليمي بقرية طملاي، لتقديم واجب العزاء لوالده ووالدته، معبرًا عن خالص تعازيه ومواساته لهم في مصابهم الأليم.

محافظ المنوفية يعزي أسرة سائق حادث الإقليمي ويوجه بعلاج والديه

وخلال الزيارة، أمر المحافظ باصطحاب والد السائق ووالدته إلى إحدى المستشفيات المتخصصة لتوقيع الكشف الطبي عليهما وتقديم الرعاية الصحية اللازمة، تقديرًا لظروفهم النفسية والصحية بعد الحادث.

وأكد المحافظ أن المحافظة لن تتخلى عن دعم ومساندة أسر الضحايا، وتقديم كل أوجه الرعاية الممكنة لهم.


وداع مهيب لزهور المنوفية

في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة الماضي، كانت الفتيات الثماني عشرة يجهزن أنفسهن كعادتهن اليومية، يرتدين ملابس العمل، يحملن حقائبهن، ويودعن أسرهن بكلمات سريعة: "استنوني، هارجع متأخرة شوية"، لكن هذه المرة... لم يعدن.

في لحظة مأساوية على الطريق الإقليمي، اصطدمت أحلامهن بسيارة نقل ثقيل "تريلا" طائشة، حوّلت الميكروباص الذي كان يقلهن إلى كومة من الحديد، وسجلت أسماءهن في قوائم الموتى.

صدمة جماعية وقلوب محطمة
بعد وقت قصير، انتشر خبر الحادث كالنار في الهشيم، وتوجه الأهالي إلى المستشفى وهم يرددون: "يارب ما تكون بنتي".

أما داخل المستشفى، فكان المشهد يفوق الوصف؛ أمهات يصرخن بأسماء بناتهن، وآباء يبحثون بين الجثامين عن ملامح يعرفونها.

جنازة جماعية لم تشهدها القرية من قبل

اتجهت الأنظار إلى المسجد الكبير في القرية. من كل شارع وزقاق، جاء الناس رجالًا ونساءً وأطفالًا، ليشهدوا واحدة من أكبر الجنازات التي عرفتها كفر السنابسة.
ثمانية عشر نعشًا مصطفة في صف واحد... مشهد لم تره العيون من قبل.

مشاهد الوداع الأخير

القلوب ارتجفت، والدموع لم تتوقف، حين احتضنت أم صورة ابنتها وظلت تردد: "كانت بتضحك معايا امبارح.. وكانت بتحكيلي عن حلمها لما تتجوز وتفتح بيت"، غير مصدقة أن ابنتها أصبحت الآن داخل صندوق خشبي.

حمل الرجال النعوش واحدًا تلو الآخر، بينما مشت السيدات خلفهن يتلون آيات من القرآن، وحتى الأطفال وقفوا مذهولين، لا يدركون المعنى الكامل للموت، لكنهم فهموا أن شيئًا موجعًا يحدث.

عند المقابر، وقفت الأمهات على الأطراف، يودعن بناتهن بأعين دامعة وهمسات مكلومة: "خدي بالك من نفسك يا بنتي... ارتاحي... خلاص مفيش تعب".

كل نعش يُنزل إلى القبر كان يعني قلبًا ينهار على سطح الأرض.

وبعد الدفن، لم يغادر أحد سريعًا؛ الجميع جلس بجوار القبور، وكأنهم لا يريدون ترك بناتهم وحدهن. الدعوات لا تنقطع، والدموع لا تجف، والحزن صار ضيفًا ثقيلًا في كل بيت من بيوت القرية

تم نسخ الرابط