رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

حبيبة الناجية من "حادث الإقليمي": الطريق قتل حلمي وخطف أغلى الناس

حبيبة الناجية من
حبيبة الناجية من حادث الطريق الإقليمي

داخل أروقة المستشفى، جلست حبيبة تحاول لملمة شتات قلبها المكسور بعد ساعات عصيبة عاشتها بين الحياة والموت. 

لم تتخيل الفتاة العشرينية أن تكون رحلتها الأولى إلى العمل بداية فاجعة كبرى، وأن لحظة خروجها من المنزل ستتحول إلى بداية حكاية حزينة محفورة في ذاكرتها.

حبيبة تروي مأساة "الميكروباص القاتل" على الطريق الإقليمي بالمنوفية

بكلمات يغلبها الألم وصدمة الفقد، قالت حبيبة: "ربنا نجاني... بس بنات خالتي وأقاربي ماتوا قدامي؛ أنا كنت خلصت امتحاناتي من أيام قليلة، وكان حلمي الوحيد أن أجمع تكاليف معادلة كلية التجارة، وكنت بفكر إزاي أساعد نفسي وأهلي لتحقيق حلمي الدراسي".

وتتابع بصوت مكسور: "كنت بشتغل علشان أحوش للمعادلة... كنت عايزة أحقق طموحي، لكن اللي حصل كسرني".

رغم صعوبة الحديث، بدأت حبيبة في استرجاع تفاصيل الحادث الذي قلب حياتها رأسًا على عقب، وتقول إنها فقدت الوعي فور وقوع التصادم، ولم تشعر بشيء سوى الألم: "صحيت لقيت نفسي مرمية على الأسفلت... حاولت أقوم بس مقدرتش... وبعدها فقدت الوعي تاني... لما فوقت لقيت نفسي في المستشفى".

الخبر الذي تلقته في المستشفى كان كفيلًا بأن يسلبها ما تبقى من قوتها، فقد علمت أن جميع بنات خالتها وأقاربها الذين كانوا معها في الميكروباص لقوا مصرعهم في الحادث، ولم تنجُ سوى اثنتين فقط.

تحكي حبيبة بصوت حزين: "الصدمة كانت كبيرة... مش قادرة أصدق إنهم راحوا... كنا كلنا مع بعض... وفجأة بقوا تحت التراب".

وتعود ذاكرتها إلى الليلة الأخيرة التي جمعتها بهم، فترتسم ابتسامة حزينة وسط دموعها، وتقول: "قضينا الليلة سهرانين... بنضحك ونهزر... وسمر بالذات كانت مصممة تفضل صاحية لحد آخر لحظة... كأنها كانت حاسة إنها مش هتكمل معانا".

لم يكن الطريق الإقليمي بالنسبة لحبيبة مجرد مسافة سفر، بل تحول إلى كابوس حقيقي. وانتقدت حالته المتدهورة، قائلة: "الطريق سيئ جدًا... كل يوم حادث... الأسفلت مكسر، والإنارة معدومة... وناس كتير راحت عليه... لازم حد يتحرك قبل ما أرواح تانية تضيع".

واختتمت رسالتها بنداء صريح للمسؤولين، تطالب فيه بإصلاح الطريق وإنقاذ أرواح الأبرياء: "إحنا اتكسرنا خلاص... بس نفسي محدش تاني يعيش اللي إحنا عشناه. لازم حد يتحرك ويصلح الطريق قبل ما نسمع عن ضحايا جداد".

تم نسخ الرابط