رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

والد شيماء ضحية الطريق الإقليمي: عملت لتساعدني في مصاريف أختها والمنزل

والد شيماء ضحية حادث
والد شيماء ضحية حادث الطريق الإقليمي

قال والد شيماء، طالبة كلية الهندسة وضحية حادث الطريق الإقليمي، إن ابنته كانت أكثر من يشعر بمعاناته وظروف الأسرة، مستطردًا: "كانت دايمًا شايلة هم الجميع".

والد شيماء ضحية الطريق الإقليمي يكشف التفاصيل

وأضاف الأب، وهو يغالب دموعه، أن شيماء رفضت منذ البداية الالتحاق بالثانوية العامة، وقالت له: "كفاية عليك يا بابا.. أختي في الكلية والتانية في الثانوية العامة"، فاختارت أن تلتحق بالمدرسة الصناعية رغم مجموعها الكبير، وخرجت الأولى على دفعتها.

وأوضح والد شيماء أن ابنته واصلت مشوارها التعليمي، فالتحقت بمعهد البصريات في حلوان، وتفوقت هناك أيضًا وكانت الأولى على دفعتها، واستمرت في الاجتهاد حتى وصلت إلى كلية الهندسة بجامعة المنوفية، وكانت دائمًا متفوقة، والكل يحبها.

شيماء ضحية حادث الطريق الإقليمي 
شيماء ضحية حادث الطريق الإقليمي 

وتابع الأب كلامه بحزن: "كنت رافض إنها تطلع تشتغل في محطة فرز عنب التصدير، لكن صممت تشتغل علشان تساعد نفسها وتخفف عني، اشتغلت 3 أيام.. وفي اليوم الرابع جالي الخبر .. وبدل ما كنت أزفها يوم فرحها.. زفيتها للكفن".

صباح الرحيل

استيقظت شيماء صباح أمس الجمعة قبل شروق الشمس.. توضأت.. صلت.. ورفعت يديها للسماء بدعوات صادقة: "يا رب بارك لي في وقتي، وقوّني، وحقق لي حلمي".

كانت تخرج للعمل في مزارع العنب، لا تهاب حرارة الشمس ولا تعب الساعات، وكانت تردد دائمًا: "الشقاء النهاردة هو اللي هيخليني أفرح بكرة".

ورغم مشقة العمل، لم تكن الابتسامة تفارق وجهها، حديثها مع صديقاتها كان كله أمل، كانت تخطط لما بعد التخرج، وتتخيل اليوم الذي سترتدي فيه الروب الجامعي، وتمسك شهادة الهندسة بين يديها.. لكن القدر كان له رأي آخر.
 

سيارة الموت

استقلت شيماء سيارة العمال، جلست بجوار صديقاتها، تبادلن الضحكات والأحاديث، تحدثن عن أحلام الغد، وامتحانات الجامعة، وخطط العام الجديد؛ لم تتخيل واحدة منهن أن هذه ستكون الرحلة الأخيرة، وآخر مرة تسمع فيها الأم صوت ابنتها.

على الطريق الإقليمي، توقف الزمن. تحولت السيارة إلى قطعة خردة، وتحول معها الأمل إلى صدمة، وفي لحظة، أصبحت شيماء واحدة من ضحايا حادث مأساوي لم يرحم فيه الأحلام، ولا الدموع، ولا التوسلات.

الوداع المرير

عندما وصل خبر الحادث إلى المنزل، تحولت الضحكات إلى بكاء مرير. الأم التي كانت تنتظر عودتها بسلام، استقبلتها ملفوفة في كفن أبيض.

الجيران توافدوا لتقديم العزاء، والعيون امتلأت بالدموع، وخيّم الحزن على المكان، ولم يصدق أحد أن شيماء، زهرة البيت، رحلت بهذه السرعة.

اليوم، تجلس والدة شيماء أمام كتب ابنتها بمفردها، تتلمس أوراقها، وتحتضن صورتها، وتبكي في صمت طويل.. تتذكر كل كلمة، وكل دعاء، وكل صباح كانت شيماء تستيقظ فيه مبكرًا، بحثًا عن حلمٍ لم تكتمل فصوله.

تم نسخ الرابط