رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

ضحى طالبة الإعدادية ضحية لقمة العيش .. حلمت بـ تليفون جديد وماتت قبل ما تسمع خبر نجاحها

ضحي ضحية حادث الطريق
ضحي ضحية حادث الطريق الإقليمي

ضحي ضحية حادث الطريق الإقليمي.. في بيت صغير بقرية كفر السنابسة بمحافظة المنوفية، كانت "ضحى"، الطالبة بالصف الثالث الإعدادي، تجلس كل ليلة بجوار أمها، تضع رأسها على كتفها، وتسألها في خجل وابتسامة: "ماما.. امتى هتظهر النتيجة؟".

ضحي ضحية حادث الطريق الإقليمي 


كانت ضحى تنتظرها بفارغ الصبر، فهذه ليست مجرد درجات في شهادة، بل كانت بالنسبة لها جواز عبور إلى حياة جديدة، إلى حلم كبير طالما حدثت الجميع عنه.. حلم التمريض العسكري، فلم تكن  تعرف الدلال، كانت  تعرف فقط طعم التعب من صغرها، تعرف قيمة كل جنيه يدخل بيتها البسيط.

حادث الطريق الإقليمي 

مع انتهاء امتحانات الصف الثالث الإعدادي، لم تنتظر أن ترتاح مثل باقي زميلاتها، بل قررت ضحي أن تخرج للعمل في مزارع العنب القريبة، لتساعد أسرتها في مصاريف البيت، ولتحقق أمنيتها الصغيرة: أن تشتري هاتفًا محمولًا تحلم به منذ شهور.

ضحية حادث الطريق الإقليمي 
ضحية حادث الطريق الإقليمي 

في الصباح، كانت تستيقظ قبل شروق الشمس، تغسل وجهها، وترتدي ملابسها البسيطة، وتخرج وهي تودع أمها بابتسامة هادئة.. "هروح أشتغل وأرجع بسرعة.. يمكن النتيجة تظهر النهاردة".

كانت تحلم بسماع اسمها ضمن الناجحين.. كانت تتخيل لحظة الفرحة، حين تزغرد أمها وتحتضنها، وحين يركض إخوتها في الشوارع يعلنون للجيران أن ضحى نجحت، لكن صباح الحلم تحول إلى كابوس، في طريقها إلى العمل، استقلت ضحى سيارة ميكروباص، وجلست بين صديقاتها، الحديث كله كان عن النتيجة المنتظرة، عن الخطط التي رسمتها والأمنيات البسيطة التي كانت تداعب قلوبهن الصغيرة.


في لحظة واحدة.. توقفت كل الأحلام، وانقلب كل شيء إلى صدمة، حادث مروع على الطريق الإقليمي، سيارة نقل اقتحمت الميكروباص.. واختلطت الضحكات بالصرخات.. وتحولت أحلام البنات إلى دموع ووداع.

عاد جسد ضحى إلى بيتها.. لكن بدون روحها ، الأم التي كانت تنتظر خبر النجاح، استقبلت ابنتها محمولة على الأكتاف، ملفوفة في كفن أبيض، وأمام باب البيت، وقفت عاجزة، تصرخ: "بنتي كانت مستنية النتيجة".

داخل غرفتها، ما زالت كتبها مفتوحة، والألوان متناثرة فوق مكتبها، والهاتف المحمول الذي كانت تحلم به.. لم يأتِ، ولم يعد له معنى.

الجيران جميعًا حضروا، يحملون المواساة والدموع، يحكون عن ضحى، عن خجلها الجميل، عن طيبتها، عن صوتها وهي تضحك مع أطفال الشارع.. عن الحلم الذي توقف قبل أن يبدأ.

رحلت ضحى.. وتركت خلفها أمًا تبكيها كل صباح، وصورة لطفلة كانت تملك من البراءة ما يكفي ليملأ الدنيا نورًا.. لكنها رحلت في لحظة.. على طريق لم يعرف الرحمة

تم نسخ الرابط