الطريق إلى 30 يونيو.. رجال الظل في مواجهة الفوضى.. كواليس محاولة اغتيال الرئيس ومحمد صلاح وتفجير الاستاد واصطياد الجواسيس

في أعقاب ثورة 30 يونيو، وبينما كانت الدولة المصرية تعيد ترتيب مؤسساتها السياسية والأمنية، بدأت تتكشف روايات وشهادات عن صراعات خفية خاضها رجال الأمن والاستخبارات، لحماية البلاد من سيناريوهات كارثية كانت تلوح في الأفق.
محاولة اغتيال الرئيس
في واحدة من أكثر القضايا الأمنية حساسية في مصر ما بعد ثورة 30 يونيو، أيدت محكمة الجنايات العسكرية في أكتوبر 2021 السجن مدى الحياة (25 سنة) في حق 32 متهما أدينوا بتهمة تكوين خلايا إرهابية من بين جرائمها محاولة اغتيال الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي عهد السعودية السابق محمد بن نايف.
المحاولة الأولى
بحسب ما ورد في التحقيقات، خططت خلية إرهابية لتنفيذ هجوم انتحاري ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال وجوده في مكة المكرمة.
الخطة كانت تنطوي على زرع متفجرات في الطابق 34 من فندق كان يُعتقد أن الرئيس سيقيم فيه.
قائد الخلية اعترف بأنه جنّد عددًا من المتهمين للمشاركة في العملية، مشيرًا إلى أن زوجته عرضت ارتداء حزام ناسف لتفجير نفسها، بهدف إشغال القوات المكلفة بتأمين الموقع، وإتاحة الفرصة لباقي أفراد الخلية لتنفيذ الاغتيال.
المثير أن الهدف لم يكن السيسي فقط، بل امتدت الخطة إلى استهداف ولي العهد السعودي السابق، الأمير محمد بن نايف، بالاعتماد على الفرضية ذاتها: أن النساء لا يتم تفتيشهن بدقة.
وقد تم الكشف عن هذه الخلية بفضل تنسيق أمني سعودي-مصري، وفق ما ورد في أوراق القضية.
المحاولة الثانية: الضباط المفصولون وأفكار التكفير
في المحاولة الثانية التي كانت داخل الأراضي المصرية، تورط ستة ضباط، بينهم أربعة من الأمن المركزي، في التخطيط لاغتيال الرئيس.
وقد أظهرت التحقيقات أن هذه المجموعة هي ذاتها المشتبه بها في قضية "مذبحة حلوان"، والتي راح ضحيتها عدد من رجال الشرطة.
الخلية التي قادها الضابط المفصول محمد السيد الباكوتشي، كانت تضم طبيب أسنان يُدعى علي إبراهيم حسن، أدلى باعترافات تفصيلية بشأن طبيعة المجموعة، وانتمائها لأفكار تكفيرية، وسعيها للالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي.
أعضاء الخلية تلقوا تدريبات على الأسلحة النارية والمتفجرات، وبعضهم كان يعمل في أجهزة أمنية قبل الفصل، ما أتاح لهم معرفة دقيقة بنقاط الضعف المحتملة في تأمين تحركات الرئيس.
إلغاء المشاركة في قمة نواكشوط
واحدة من أشهر المحطات التي أعادت إلى الواجهة الحديث عن التهديدات الأمنية المحيطة بالرئيس السيسي، كانت في يوليو 2016، حين ألغى الرئيس المصري زيارته المقررة إلى موريتانيا للمشاركة في القمة العربية في نواكشوط.
الاعتذار المفاجئ جاء نتيجة تقارير استخباراتية حذّرت من مخطط اغتيال معدّ بإحكام خلال القمة.
الخطة كانت تعتمد على تسلل عناصر شديدة التدريب، مزوّدة بأسلحة قنص متقدمة، بتنسيق من جهات معادية لمصر.
وأكدت السلطات الموريتانية في سبتمبر من العام نفسه، إحالة عشرة أشخاص إلى المحاكمة بتهمة التورط في التخطيط لعمليات إرهابية تستهدف قادة عرب خلال انعقاد القمة، ما دعم الرواية التي أوردتها الأجهزة المصرية.
الهيكل التنظيمي والدوافع
أدلى 66 من المتهمين في القضايا المتعلقة بمحاولات الاغتيال باعترافات تفصيلية عن الهيكل التنظيمي لتنظيم داعش الإرهابي، الذي كانت يقف خلف هذه التحركات.
المتهمون كشفوا عن مصادر تمويل، وأسماء لقيادات في التنظيم، بينما ظل اسم والي التنظيم مجهولًا بالنسبة لهم.
التحقيقات كشفت أن دوافع المتهمين تنوعت بين الرغبة في الانتقام من الدولة المصرية بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة، وبين تبني أفكار جهادية – تكفيرية تشرّبت عبر منصات إعلامية دينية غير رسمية، أو عبر التواصل مع تنظيمات خارجية.
نجاح أمني
رغم أن المحاولات الثلاث المشار إليها لم تُفضِ إلى استهداف مباشر للرئيس، إلا أن وقائعها تشير محاولات إرهابية كانت تسعى لزعزعة الاستقرار في مرحلة حرجة من تاريخ البلاد.
وقد شكّلت هذه القضايا امتحانًا صعبًا للأجهزة الأمنية المصرية، التي أظهرت كفاءة عالية في الاختراق والرصد وإحباط المخططات قبل تنفيذها.
تفجير استاد القاهرة
كانت مباراة الأهلي والزمالك في استاد القاهرة منتصف عام 2013، هدفًا لمخطط إرهابي ضخم، يعتمد على تفخيخ مركبة خارج الاستاد بالتزامن مع تجمع الجماهير.
وتمكنت عناصر الأمن الوطني من ضبط المتورطين قبل المباراة بساعات، بعد رصد مكالمة بين عناصر إرهابية في القاهرة وشمال سيناء.
الخطة كانت تستهدف إحراج الدولة وإثارة الفوضى في العاصمة خلال فترة حرجة من الانتقال السياسي.
تهديدات لمحمد صلاح
في عام 2014، وبعد تألق اللاعب محمد صلاح مع بازل السويسري ثم انتقاله إلى تشيلسي الإنجليزي، تداولت معلومات على مواقع التواصل الاجتماعي حول تهديدات بالقتل تلقاها صلاح من جهات متطرفة بسبب ظهوره المتكرر في الإعلانات التي تحمل رموزًا وطنية أو أمنية.
ورغم نفي الأجهزة الرسمية في حينه أي محاولات اغتيال، إلا أن بعض المقربين من اللاعب أكدوا تلقيهم تحذيرات أمنية بعد رصد رسائل إلكترونية تهديدية.
تفكيك شبكات التجسس الأجنبية
في سياق حالة السيولة الأمنية بعد 30 يونيو، أعلنت أجهزة أمنية ضبط شبكات تجسس تابعة لجهات أجنبية تعمل تحت غطاء إعلامي وحقوقي، داخل ميدان التحرير ومحيط السفارات الأجنبية، حسب بيانات وزارة الداخلية ما بين عامي 2013 و2014.
وكانت أخطر تلك الشبكات، تضم عناصر من دول إقليمية وغربية، وتعمل على تجنيد شباب مصريين لجمع معلومات ميدانية وتصوير المنشآت الأمنية.
وأُحيل عدد من المتهمين للمحاكمة في قضايا أمن دولة، بعضها تم تداول وقائعه في الصحف، أبرزها (قضية جاسوس السفارة الألمانية) التي أُعلن عنها في ديسمبر 2014.
احباط تهريب الوثائق السرية
تمكن رجال الظل من إحباط مخطط تهريب وثائق الدولة السرية عن طريق خلايا جماعة الإخوان الإرهابية.