تقرير استخباراتي أمريكي صادم بشأن ضرب واشنطن لمنشآت إيران النووية

بعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ، فجّرت وكالة "رويترز" مفاجأة مدوية، بنقلها عن ثلاثة مصادر مطلعة نتائج تقييم أولي استخباراتي أمريكي يشكّك في فاعلية الضربات التي شنتها الولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية.
نتائج محدودة للهجمات
وفقًا للمصادر، فإن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) – إحدى الأذرع الرئيسة لـ"البنتاغون" وواحدة من 18 وكالة استخبارات أمريكية – خلصت في تقريرها السري إلى أن الضربات، التي نُفذت في مطلع الأسبوع الماضي، أخّرت برنامج إيران النووي لبضعة أشهر فقط، في تناقض صارخ مع الرواية الرسمية للإدارة الأمريكية.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أمر بالمشاركة في الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد منشآت إيران النووية، كان قد أكد أن الضربات "قضت تمامًا" على أساس البرنامج النووي الإيراني، وهي تصريحات كررها وزير الدفاع بيت هيغسيث، الذي قال إن الهجوم "محا الطموحات النووية لطهران".
لكن أحد المصادر الاستخباراتية أكد لـ"رويترز" أن التقييم الداخلي الأولي أثار جدلاً واسعًا داخل الأجهزة الأمريكية، وأن هناك تشكيكًا واسعًا في دقة التصريحات السياسية الرسمية حول مدى تأثير الضربة.
لم يتم القضاء على مخزونات اليورانيوم
ووفقًا لأحد المسؤولين المطلعين على محتوى التقرير، فإن مخزونات إيران من اليورانيوم المخصب لم يتم تدميرها، بل ظلت في حالة جيدة نسبيًا. وتابع المصدر: "البرنامج تراجع ربما شهرًا أو شهرين فقط، وهذا تقدير مقلق".
صعوبة تقييم الأضرار ميدانيًا
أكد أحد المسؤولين أن التقييم النهائي لحجم الضرر لا يزال غير محسوم، بسبب صعوبة الوصول الميداني وتعدد الجهات المعنية بالتحقيق. كما أن إيران لم تسمح حتى الآن لأي طرف دولي مستقل بتفتيش المواقع المتضررة في فوردو وأصفهان ونطنز.
إيران تنفي السعي لامتلاك سلاح نووي
تأتي هذه التطورات في ظل تمسك إيران بموقفها الرسمي، حيث تنفي سعيها لامتلاك سلاح نووي، وتؤكد أن برنامجها مخصص لأغراض مدنية وسلمية، وهو ما يشكل خط الدفاع السياسي لطهران أمام المجتمع الدولي.
تشكيك في "الانتصار المعلن" للضربات
بالمحصلة، يبدو أن "الانتصار المعلن" من قبل إدارة ترامب بات موضع شك داخل الدوائر الاستخباراتية نفسها، ما يفتح الباب أمام تساؤلات كبرى حول مستقبل الأزمة النووية مع طهران، وما إذا كانت الضربة قد فاقمت المشكلة بدلًا من حلها.