برلماني: اتفاق وقف النار بين إيران وإسرائيل يؤكد صواب الرؤية المصرية

أكد المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، يمثل نقطة تحول فارقة في مسار التصعيد الإقليمي الذي كان يهدد بإشعال حرب موسعة في الشرق الأوسط، موضحًا أن هذا التطور يعكس بوضوح صواب الرؤية المصرية التي دعت منذ اللحظة الأولى إلى تغليب صوت العقل وتجنب الانزلاق إلى مواجهات مفتوحة لا تُبقي ولا تذر.
وأوضح "الجندي" أن مصر تبنت منذ اندلاع الأزمة خطابًا متوازنًا وعقلانيًا، يركز على ضرورة احتواء التوتر عبر أدوات السياسة والدبلوماسية، انطلاقًا من خبرة تاريخية متراكمة في إدارة الصراعات وتحقيق التوازنات، وهي رؤية لم تكتفِ بإدانة التصعيد، بل تحركت عمليًا عبر قنوات الاتصال المباشرة مع الأطراف المعنية دوليًا وإقليميًا، ما ساهم في خلق مناخ دولي ضاغط باتجاه التهدئة.
واعتبر عضو مجلس الشيوخ أن وقف إطلاق النار نتيجة حتمية لتحركات متعددة المسارات قادتها القاهرة في ظل غياب أي آليات دولية فاعلة للردع أو الوساطة، مشددًا على أن هذا الإنجاز يرسخ موقع مصر كفاعل إقليمي موثوق به، يمتلك أدوات النفوذ والتأثير، وقادر على ملء الفراغات التي خلفها ارتباك بعض القوى الكبرى في التعامل مع أزمات المنطقة.
وأشار "الجندي" إلى أن هذا التطور، وإن كان إيجابيًا على المدى القصير، لا يجب أن يصرف الأنظار عن جذور الأزمة الأعمق، وهي القضية الفلسطينية، التي تظل بؤرة التوتر الرئيسية في المنطقة، قائلًا: "لقد حذّرت مصر مرارًا من أن تجاهل المأساة المستمرة في قطاع غزة، والاكتفاء بالتعامل مع أطراف الصراع بالقطعة، لن يؤدي إلا إلى تجدد العنف"، مشيرًا إلى أن العدوان الإسرائيلي المستمر والانتهاكات المتكررة بحق المدنيين لا تزال تمثل جرحًا نازفًا في الضمير الإنساني.
وشدد النائب حازم الجندي على أن أي تسوية جادة في الشرق الأوسط يجب أن تمر عبر بوابة العدالة التاريخية للشعب الفلسطيني، من خلال تنفيذ حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، محذرًا من أن التغاضي عن هذه الاستحقاقات سيعيد المنطقة إلى مربع الاشتعال في أي لحظة.
وتابع قائلًا: "إن ما حدث خلال الأيام الماضية يجب أن يكون درسًا للعالم أجمع بأن التوازنات في الشرق الأوسط هشة، وأن تجاهل الحقوق المشروعة للشعوب يُنتج بيئات خصبة للعنف والتطرف"، مؤكدًا أن مصر ستواصل دورها التاريخي في ترسيخ ثقافة السلام، ومواصلة تحركاتها لتثبيت وقف إطلاق النار، ودفع المجتمع الدولي نحو معالجة الأسباب لا النتائج فقط.