أستاذ العلوم السياسية: استهداف القواعد الأمريكية كان متوقعا بعد ضرب منشآت إيران النووية

علق الدكتور إسماعيل تركي، أستاذ العلوم السياسية، على الهجمات التي استهدفت القواعد الأمريكية في كل من قطر والعراق، مؤكدا أن هذه التطورات لم تكن مفاجئة، بل كانت متوقعة منذ اللحظة الأولى، عقب دخول الولايات المتحدة المباشر في الحرب ضد إيران بدفع من الجانب الإسرائيلي.

وأوضح تركي لـ “تفصيلة” أن إيران تلقت خلال الساعات الماضية ضربات استهدفت منشآت نووية حساسة، وهو ما يبرر حقها في الرد والدفاع عن نفسها، مشيرا إلى أن طهران كانت قد لوحت في تصريحات سابقة بإمكانية استهداف القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة الأمر الذي تحقق اليوم.

وأضاف أن كان هناك توقع أن تتجه إيران إلى الرد من خلال استهداف القواعد الأمريكية، معبرا عن أسفه لعدم تحكم طهران في وتيرة التصعيد، حيث كان من الأفضل أن يظل ردها موجه نحو إسرائيل فقط، دون المساس بدول عربية غير مشاركة في العمليات، تجنبا لتوسيع دائرة المواجهة.

وكشف تركي أن الجانب الأمريكي كان على علم مسبق بنية إيران في تنفيذ هذا الرد، محذرا من أن واشنطن قد تستغل هذه الضربات لتبرير شن هجوم واسع النطاق على إيران، بما يشمل الداخل الإيراني ويؤدي إلى زعزعة استقراره بشكل كبير.

وأشار إلى أن ما حدث من استهداف للأراضي القطرية يعد تطور خطير لكون قطر دولة لم تشارك في الأعمال العسكرية الجارية، ومن ثم فإن لها كامل الحق في الدفاع عن سيادتها، بل وتشكيل تحالف دولي إذا اقتضت الحاجة، وهو ما قد تستغله الولايات المتحدة وحلف الناتو لتوسيع دائرة الصراع مع إيران، خصوصا بعد تهديدات طهران الأخيرة بإغلاق مضيق هرمز أحد أهم الممرات البحرية في العالم.

وفيما يتعلق بتأثيرات هذه الأحداث على مصر، قال الدكتور تركي إن التداعيات ستكون واسعة ومتعددة الأوجه، وعلى رأسها التأثيرات الاقتصادية، مشيرا إلى أن مصر سبق أن حذرت من مغبة اتساع دائرة الحرب ودخول أطراف إقليمية جديدة على خط المواجهة.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن أي اعتداء على الأمن القومي العربي يعد اعتداءا مباشرا على الأمن القومي المصري، مضيفا أن جذور هذا الصراع بدأت من غزة، لكنها سرعان ما اتسعت لتشمل دول عربية أخرى، وصول إلى مواجهة مفتوحة بين إيران والولايات المتحدة، وهو ما ينذر بمخاطر جسيمة على استقرار المنطقة ككل.