عمرو عامر يكتب.. سأنبئكم بتأويل السيسي

إن الملك إلا لله.. وقد يحكم الفاجر والكافر والسفاح والفاسد في ملك الله، لكن الله تعالى لايؤيد بنصره إلا المصلحين وممن يتقون لله في رعيتهم وينجيهم من المهالك ويرد كيد أعدائهم في نحورهم ويخرجه من كل الفتن ويسلمه من كل مكروه ، ودلالات معية الله جلية في حكم الرئيس السيسي لمصر وكواشف الأحداث تبرهن أنه مؤيد بتوفيق من السماء..فكم من فتن أخمدت وكم من مخططات انتهت وكم من محن مرت وكم من فخاخ أبطلت وكم من إرهاب زال واندثر حتى عض الأعداء الأنامل من الغيظ ولسان حالهم يقول «لماذا لا تجدى الشرور مع هذا الرجل»، والذي يسير وكأن ملائكة تحميه وقوى خارقة تهديه..
الأمر بسيط وشرحها الرئيس السيسي نفسه في أكثر من لقاء حينما قال «اللي معاه ربنا مايخافش» وعلى قدر ماتعكس الجملة قوة الإيمان بالله على قدر ما تكشف عن نفس صافية يقظة تعبر عن جرأة بدون تهور وحكمة في غير لين، وصرامة بلا تجبر..
الرئيس السيسي لم يعرف مصر يوم تنصيبه في صبيحة 3 يونيو 2014، لكن خبرها قبل أحداث يناير 2011، وعرف ما يخاط لهذا البلد في الظلام والمصير الذي ينتظرها،.. شاهد في عقله كل أبعاد المخطط المعد مسبقا بعناية فائقة (فتن وحروب أهلية وإفلاس وسقوط واقتتال داخلي وحمامات دم وربما تقسيم)، انتبه مبكرا وحارب وقاوم هذا المخطط بعزيمة من حديد حتي من قبل أن يأتي وزيرا للدفاع، ثم شاءت الأقدار حينما جعل الله تعالي من بين الإخوان سدا ومن خلفهم سدا فأغشاهم فهم لايبصرون وقرروا تعيين الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع، ظنا منهم أن إيمانه وهدوءه سوف يساعد في رسم مخططهم وفي وضع القوات المسلحة في جيب جماعة الشيطان إلا أن الشعب المصري كان الأولوية والخيار الأول للسيسي وأن القوات المسلحة هي ملك للشعب ولن تكون أداة في يد جماعة تسمح بتسلل المرتزقة للوطن وتبارك بيع الأراضي للأجانب وفصيل يعتبر أن الأوطان حفنة من تراب.
بعد سقوط الإخوان وحماية الجيش لخيارات الشعب فيمن يحكمه، وافقت مشيئة الله رغبة المصريين وترشح السيسي واكتسح ليفوز برئاسة مصر لكن في الحقيقة مصر هي من فازت برجل الإنقاذ الي أتي في الوقت المناسب ليحطم كل مخططات الشر دفعة واحدة..
كان يمكن للرئيس الجديد أن يهادن ويستعين بالمسكنات كما كان يفعل من قبله ويتعلل أنه ورث مشكلات لا دخل له فيها، لكن السيسي كان له رأي أخر «سنجوع ونبني بلدنا»،وعلى مدار 10 سنوات كاملة خاضت مصر معاك ضارية ضد الإرهاب والتخلف واليأس والاستسلام وبدأت الدولة تنفذ أكبر عملية تنمية في تاريخها القديم والحديث، وكانت البنية الأساسية هي ضربة البداية، ولأول مرة مصر تشهد مشروعات عملاقة في كل المجالات ويفرح الناس بالطرق العالمية والموانيء العملاقة وقناة السويس الجديدة والمدن الذكية والمصانع الجديدة، وشعر المواطن من أسوان إلى الإسكندرية بحجم الإنجاز والعرق والجهد الذي يبذل وشاهد رئيسه لاينام وهو يتابع المشروعات ليل نهار وهو يتابع الأرقام ويراجع الخطط ويصدر التوجيهات السريعة وأخيرا مصر تحقق أعلى معدلات نمو في العالم، ومصر مرشحة تكون سابع أقوى اقتصاد في العالم بعد أن كانت على وشك الإفلاس ويزورها ملايين السياح في مواسم قياسية بعد أن كان الإرهاب هو سيد المشهد.
تجاوز السيسي أزمات عالمية وداخلية كارثية بداية من إرهاب الإخوان وعصابات المرتزقة في سيناء، وجائحة كورنا وصولا إلى الحرب الأسرائيلية الإيرانية الدائرة الآن واستطاع بفضل البنية الأساسية، التي بناها في تجاوز المحن وتحولت لمنح ومصر بدأت تصنع وتنتج وتصدر وتزرع وتستثمر وهطلت عليها مليارات الدولارات للاستثمار وتحولت لقبلة عالمية للصناديق السيادية ورجال الأعمال لإقامة مناطق صناعية وتحولت مصر لمركز عالمي في قطاعات كثيرة منها النقل البحري واللوجستيات وفي طريقها لتكون قلب العالم الصناعي عبر اقتصادية قناة السويس، وعاصمة السياحة في المنطقة بفضل مشروعات الساحل الشمالي ومركز لصناعة التعهيد وغيرها من الوقائع التي غيرت المشهد الاقتصادي المصري.
السيسي ضرب أيضا كل المحاولات التي سعت لتحجيم قوة مصر في قطاع الطرق التجارية الدولية وأجهض مشروع «ممر بايدن» بخطوط تجارة دولية في مصر أقصر بكثير وأكثر أمنا، ورسم خطوطا حمراء في سرت والجفرة وحاصر أثيوبيا في الصومال وجيبوتي.. هكذا هذا الرجل لايتهاون في أمن مصر القومي بكل أبعاده فعرف الجميع ان مصر كلها لايمكن الاقتراب منها.
لم ينس الرئيس السيسي تأمين احتياجات مصر الاستراتيجية من السلع التي لاغني عنها فأنشأ المشروع القومي لتخزين الغلال وبنى الصوامع العملاقة للقمح وشيد مخازن استراتيجية للأدوية والسلع وشيد عقل مصر الاستراتيجي في العاصمة الإدارية حتي لاتكون مصر تحت رحمة أحد وقت الشدة.. إنها العزة التي يريدها السيسي لوطنه وزيادة في حماية شعبه من أي غدر في واقع مضطرب مليء بالمؤامرات.
لم يغفل السيسي كل أدوات قوة مصر فكما بدأ بالاقتصاد ليرسم ملامح مستقبل محسوس لشعبه يلمسونه بأيديهم كانت لديه خططا موازية وطموحة لاستعادة القوة العسكرية المهيبة لمصر ونفذ أكبر عملية تطوير شاملة في القوات المسلحة، من قواعد جديدة وأسلحة متطورة وتدريبات ورفع الروح المعنوية.. فأما السلاح الذي صرفت عليه مليارات الدولارات وقت شدتنا وأزماتنا الاقتصادية لم يرضى السيسي بالقول أن «بطون المصريين أولى.. وهتحارب مين بالسلاح» لانه كانت لديه الصورة كاملة وعنده تفاصيل المخططات والآن مصر تقف واثقة وآمنة في محيط مشتعل بفضل رؤيته بتطوير القوات المسلحة والتي لم تخرج من تصنيفات أقوى دول العالم... ولم يكتف السيسي باستيراد ترسانة أسلحة حديثة بل وسع خطط تصنيع السلاح الحديث وشهدت المعارض الدولية التي نظمت ظهور السلاح المصري المتطور حتي لايحبسه عنا أحد وقت تدق طبول الحرب.
بدهاء رجال المخابرات والقادة النادرين فوت السيسي الفرصة على محاولات جر مصر إلى حروب خارجية لانهاك جيشنا كما حدث في 67 ويتم استنزاف القوات المسلحة حتي نصل مرحلة الضعف الشاملة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، وكشف كل مخططات توريطنا في السودان وليبيا وفي أثيوبيا وكلها مخططات بدأت تتكشف أنها كانت فخاخا لإغراق مصر في الفوضى ولعل حديث ترامب خير دليل أن ثمة شرك خطير تجاوزته مصر بذكاء قائدها.
ضبط النفس الذي مارسه الرئيس السيسي تجاه تصرفات تركيا عقب سقوط الإخوان يعد أيضا مثالا حيا على احترافية القائد ودهاء الرئيس ويستحق أن يدرس في أرقى معاهد السياسة الدولية حيث رفض الرئيس السيسي الانجرار لحروب كلامية ومواجهات إعلامية وترك أردوغان يصيح منفردا وخلفه أبواب الإخوان وفي النهاية أتي أردوغان القاهرة معتذرا يطلب العفو وعرف أن مصر قادرة على خنق تركيا في المتوسط والأصعب على إخوان تركيا كان اقتراب أردوغان من السقوط السياسي في تركيا بسبب شراءه عداوة السيسي
لما اندلعت مأساة غزة وتم الترويج لمخطط تهجير الفلسطينين إلى سيناء كان رد السيسي حاسما لن نشارك في هذه الجريمة وقالتها مصر عاليا مدوية الفلسطينين سيبقون في أرضهم ولن يهجروا لأي مكان أخر، وكان رده على الأرض بقوات مصرية جاهزة في أي وقت على حدود العدو الذي صرخ رعبا من تزايد القوات المصرية بمعداتها الثقيلة على الجبهة المقابلة وعرف أن الجحيم ينتظره في سيناء إذا غامر ومس الأمن القومي المصري.. عرف ترامب وتأكد نتيناهو أن السيسي لايتهاون ولا يتراجع وأنه يملك القرار على الأرض والنتيجة فشل مخطط التهجير وفرض السيسي كلمته بفضل قوة بلده وجسارة قواتها المسلحة التي بناها في السنوات الأولى للحكم.
في غزة وطرابلس والخرطوم وفي عواصم أوروبا هتفت الشوارع والميادين بحياة الرئيس السيسي على مواقفه الشجاعة وفي نصرة الحقوق ومناصرة المظلومين والوقوف بجانب القوى الشرعية في عدة دول، بدون أطماع.. وفي مصر يعرف أهلها قدر رئيسهم وكل يوم تزداد شعبيتهم للرجل الذي أنقذهم من مصير السقوط عشرات المرات.. ومازال الدرع القوي وعزيز شعبها.. مسيرة الرئيس السيسي وأقواله وأفعاله وتصريحاته تحتاج لمجلدات لتوثيقها والتاريخ يخلد العظماء دوما.