رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

هل يؤثر غلق إيران مضيق هرمز على مصر؟

مضيق هرمز بين إيران
مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان

لوّح مسؤولون إيرانيون بإمكانية إغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية العالمية لتصدير النفط والغاز، في رد مباشر على الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، فجر الأحد.

وقال إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إن البرلمان توصّل إلى قناعة بضرورة إغلاق المضيق، فيما أشار وزير الخارجية عباس عراقجي إلى أن كل الخيارات مطروحة، في إشارة ضمنية إلى أن التصعيد لا يزال مرجّحًا.

يمر عبر مضيق هرمز أكثر من 21 مليون برميل من النفط الخام يوميًا، إلى جانب نحو ثلث صادرات العالم من الغاز الطبيعي المسال، ما يجعله عصبًا حيويًا لأسواق الطاقة الدولية، وأي تهديد بإغلاقه يثير مخاوف من ارتفاعات حادة في الأسعار.

تأثير محدود على مصر 

يرى خبراء مصريون أن التأثير الاقتصادي المحتمل لإغلاق مضيق هرمز على مصر سيكون محدودًا وغير مستدام، مرجعين ذلك إلى أن مصر لا تعتمد على هذا الممر البحري في تجارتها الخارجية بشكل كبير.

وأوضح الخبير الاقتصادي محمد فؤاد أن إغلاق المضيق – حال حدوثه – قد يؤدي إلى قفزة في أسعار النفط عالميًا، متوقعًا تجاوز سعر البرميل حاجز الـ100 دولار.

وأشار إلى أن مصر مؤمنة تعاقديًا في واردات الغاز الطبيعي المسال، وأن التأثير الرئيسي سيكون في ارتفاع تكلفة واردات النفط.

وأضاف فؤاد أن الارتفاع المحتمل في الأسعار سيؤثر على عجز الموازنة العامة ويُحدث صدمة تضخمية، لكنه على الأرجح سيكون مؤقتًا، إذ لا توجد مؤشرات جدية حتى الآن على نية إيران الفعلية لإغلاق المضيق.

تحديات تمويلية واحتمالات ضغط على أدوات الدين

توقّع فؤاد أن تؤدي التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط إلى تقليل جاذبية أدوات الدين السيادية المصرية، مما قد يدفع الحكومة إلى تقديم علاوة مخاطر إضافية لجذب المستثمرين أو البحث عن بدائل تمويلية متنوعة.

لكنه استبعد أن يمتد التأثير السلبي إلى المدى المتوسط، مؤكدًا على أهمية اتباع سياسات نقدية ومالية مرنة وسلوك تواصلي احترافي من الحكومة لطمأنة الأسواق والمستثمرين.

كما أكد أن مصر تمتلك مخزونًا استراتيجيًا من السلع الأساسية يكفي لعدة أشهر، بما يقلص من أثر أي اضطرابات مؤقتة في سلاسل الإمداد العالمية، حال تصاعدت وتيرة الأزمة أو أُغلق المضيق بشكل فعلي.

الاضطرابات في البحر الأحمر ومستقبل قناة السويس

ومؤخرًا أثار تلويح الحوثيين في اليمن باستهداف السفن الأمريكية ردًا على ضربات واشنطن على إيران، القلق مجددًا حول سلامة الملاحة في البحر الأحمر.

ويُعد البحر الأحمر أحد الشرايين الحيوية للاقتصاد المصري عبر قناة السويس، التي خسرت نحو 7 مليارات دولار من الإيرادات في الأشهر الماضية نتيجة تراجع حركة الشحن بسبب هجمات الحوثيين.

خطوط بديلة للتجارة مع الخليج

من جانبه، قال علاء عز، الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية، إن مصر لا تعتمد على مضيق هرمز في تجارتها مع دول الخليج، موضحًا أن حركة التبادل التجاري تتم أساسًا عبر خط (الرورو) البحري بين ميناءي سفاجا وخليج السويس إلى السعودية، ومنها إلى بقية دول مجلس التعاون الخليجي.

وأكد عز أن لا تأثير مباشر متوقع على واردات أو صادرات مصر من وإلى الخليج، حتى في حال تصعيد الموقف وقيام إيران بإغلاق المضيق.

ويقع مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان، ويبلغ عرضه نحو 55 كيلومترًا، ويُعد واحدًا من أهم الممرات الاستراتيجية في العالم لتصدير النفط والغاز.

وتُعيد التهديدات الإيرانية الأخيرة ملف المضيق إلى واجهة التوترات الجيوسياسية، وسط قلق متزايد من احتمال تحول التصعيد الحالي إلى مواجهة إقليمية مفتوحة، تنعكس تداعياتها على أسواق الطاقة والتجارة والاقتصاد العالمي ككل، بما في ذلك الاقتصاد المصري الذي يمر بفترة دقيقة نتيجة تأثيرات داخلية وخارجية متشابكة.

تم نسخ الرابط