بين تصعيد إسرائيل وإيران.. هل يهدد التسرب الإشعاعي مصر؟

مع دخول المواجهة بين إسرائيل وإيران يومها السابع، تزايدت التحذيرات من خطر حدوث تسرب إشعاعي في حال استهداف المنشآت النووية الإيرانية أو مفاعل ديمونة الإسرائيلي.
هذا السيناريو يثير قلقًا دوليًا متصاعدًا بشأن التداعيات البيئية والصحية المحتملة على منطقة الشرق الأوسط، بما فيها مصر.
وفيما تتابع القاهرة بقلق تداعيات هذا التصعيد، أكدت اللجنة العليا للطوارئ النووية والإشعاعية في مصر سلامة الوضع الإشعاعي داخل البلاد حتى الآن، واستبعدت في الوقت الراهن وجود تهديد مباشر على المواطنين.
لا مؤشرات على خطر إشعاعي حالي
قالت الهيئة المصرية للرقابة النووية والإشعاعية، في بيان عقب اجتماع اللجنة العليا للطوارئ، إن أجهزة الرصد النووي تعمل على مدار الساعة ولم تسجل أي مؤشرات تدل على وجود تسرب إشعاعي يمكن أن يؤثر على الأراضي المصرية.
وأضاف البيان أن الهيئة على تواصل مستمر مع جهات وطنية معنية، منها الهيئة العامة للأرصاد الجوية والمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، في إطار مذكرة تفاهم تم توقيعها عام 2022 لتعزيز التنسيق في الأزمات النووية.
كما ناقشت اللجنة خطة توعوية جديدة تهدف إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة حول الأنشطة النووية والإشعاعية، خصوصًا في ظل انتشار المعلومات المضللة على مواقع التواصل.
السيناريوهات البيئية المحتملة
ورغم استبعاد مصر من دائرة الخطر المباشر في حال استهداف منشآت نووية إيرانية أو إسرائيلية، فإن خبراء البيئة لا يستبعدون تأثيرات غير مباشرة إذا تطورت الأحداث بشكل دراماتيكي وخرجت عن السيطرة، خصوصًا مع حركة الرياح الموسمية والتقلبات الجوية التي قد تنقل الإشعاع عبر الحدود.
تحذيرات مشابهة صدرت في تقارير دولية حذرت من كارثة بيئية وإنسانية إذا استُهدفت منشآت مثل مفاعل نطنز أو مفاعل ديمونة، ما قد يؤدي إلى تلوث إشعاعي واسع النطاق، يعصف بالمنطقة برمتها.
كيف تحمي نفسك من التلوث الإشعاعي؟
إرشادات صادرة عن اللجنة الدولية للحماية من الإشعاع (ICRP)
فيما يلي أبرز التعليمات التي يُوصى باتباعها في حال وقوع تسرب إشعاعي، وفقًا للمصادر الدولية المتخصصة:
- الاحتماء داخل المباني: البقاء داخل مبنى ذي جدران سميكة يقلل من التعرض.
- إغلاق الأبواب والنوافذ: لمنع تسرب الهواء الملوث بالإشعاع.
- تشغيل التكييف على وضع إعادة التدوير: لتقليل دخول الهواء الخارجي.
- الابتعاد عن الأماكن المفتوحة: البقاء بعيدًا عن الساحات والشوارع.
- تغطية الأنف والفم: استخدام قماش مبلل كوسيلة وقائية.
- عدم استخدام المياه غير المأمونة: فقد تكون ملوثة إشعاعيًا.
- تجنب تناول أطعمة مكشوفة: لحمايتك من التلوث السطحي.
- تجنب لمس أي أجسام مشبوهة: لا تقترب من أجسام مجهولة قد تكون ملوثة.
- تجنب استخدام المراوح: لأنها قد تنقل الجزيئات المشعة داخل المكان.
- المتابعة عبر الراديو أو التلفزيون: للحصول على التعليمات الرسمية.
- عدم التخلص من المخلفات في العراء: فقد تنقل الإشعاع.
- الاستعداد للانتقال إذا تطلب الأمر: في حال صدور توجيهات رسمية بالإخلاء.
- أخذ حمام فوري عند الإمكان: لإزالة أي تلوث سطحي محتمل.
حذر مطلوب
بينما يبقى خطر التسرب الإشعاعي في إطار الفرضيات، تؤكد مصر أنها في حالة جاهزية كاملة لرصد أي تغيرات إشعاعية في الأجواء، وأنها تتابع المشهد الإقليمي عن كثب.
ورغم ذلك، تبقى الدعوة قائمة لاحتواء النزاع عبر الحلول الدبلوماسية، لتفادي كارثة تتجاوز حدود الصراع العسكري، وتهدد صحة وسلامة ملايين السكان في المنطقة.