السلاب: كلمة مصر بالأمم المتحدة أعادت ضبط البوصلة الأخلاقية للمجتمع الدولي

قال النائب محمد مصطفى السلاب، رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب، إن كلمة السفير أسامة عبد الخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، أمام الجمعية العامة، كانت لحظة فارقة أعادت ضبط البوصلة الأخلاقية للمجتمع الدولي، في وقت أصبحت فيه معايير العدالة مشوَّهة تحت ضغط المصالح والتحالفات السياسية.
وأكد السلاب أن مندوب مصر لم يُلقِ خطابًا تقليديًا، بل قدَّم موقفًا مبدئيًا صلبًا يُعبّر عن ضمير دولة تعرف جيدًا معنى الكرامة، وتدرك أن الصمت عمّا يحدث في غزة هو تواطؤ ضمني مع الجريمة، وأن أي محاولة لتجميل العدوان أو تبريره ما هي إلا تشويه للإنسانية ذاتها.
وأضاف أن الكلمة المصرية جاءت لتقول بوضوح إن ما يحدث في القطاع ليس صراعًا مسلحًا، بل مشروع إبادة يُدار بدمٍ بارد ضد شعب أعزل، وإن من يطالبون بضبط النفس تجاه الاحتلال يتناسون عمدًا أن هناك شعبًا يُذبح، ومئات الآلاف يُهجَّرون قسرًا من أرضهم.
وأشار السلاب إلى أن مصر، عبر كلمتها الرسمية، أدانت بشكل مباشر استخدام حق الفيتو بطريقة تفتقر إلى العدالة، وتُستغل كأداة لإدامة القتل وعرقلة جهود وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن من يُعطّل قرارات تنقذ الأرواح يمنح غطاءً للحرب ويشجّع على مزيد من الانتهاكات.
وأوضح رئيس لجنة الصناعة أن أهمية الكلمة المصرية لا تكمن فقط في مضمونها الإنساني، بل تمتد أيضًا إلى طريقة صياغتها وموقعها السياسي، فهي لم تأتِ كرد فعل، بل كجزء من تحرك استراتيجي تقوده مصر منذ شهور، قائم على المبادرة لا الانتظار، ومبني على تحمُّل المسؤولية لا التهرّب منها.
واختتم السلاب بيانه بالتأكيد على أن مصر — كما عبّرت في كلمتها الأممية — لا تنحاز إلا إلى الحق، ولا تهادن في المبادئ، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ستظل في صميم ضمير مصر الوطني والعربي والإنساني، وأن البرلمان المصري يدعم بالكامل كل جهد تبذله الدولة دفاعًا عن حقوق الفلسطينيين واستقرار المنطقة بأكملها.