انتشال جثمان الطفلة الأخيرة في فاجعة "تروسيكل أسيوط"

نجحت قوات الإنقاذ النهري بأسيوط في انتشال جثمان الطفلة الأخيرة من ضحايا حادث انقلاب مركبة "تروسيكل" في نهر النيل، والذي كان يستقله عدد من المواطنين في طريقهم لحضور حفل زفاف منذ 6 أيام.
غرق تروسيكل بأسيوط
وتمكنت قوات الإنقاذ من انتشال جثمان الطفلة "سما. م."، البالغة من العمر 10 سنوات، التي لفظت أنفاسها الأخيرة عقب انقلاب التروسيكل في مياه نهر النيل بمنطقة بني زيد الأكراد التابعة لمركز الفتح، أثناء توجهها برفقة أسرتها لحضور حفل زفاف.
وقد تم نقل الجثمان إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.
بداية المأساة
مع غروب شمس يوم الاثنين الماضي، انطلقت عائلة كبيرة من قرية الطوابية، تستقل "تروسيكل" بسيطًا في طريقها إلى قرية بني زيد الأكراد لحضور حفل زفاف.
كانت أجواء الفرح تسيطر على الجميع، الضحكات تعلو، والأطفال يتبادلون المزاح، ولم يكن أحد يتوقع أن تتحول تلك الليلة إلى كارثة.
لحظة الانقلاب
وعلى الطريق الضيق الملاصق لمياه النيل، وبين المطبات والمنحنيات، انزلقت المركبة فجأة إلى داخل النهر. تحول المشهد في لحظات إلى صراخ واستغاثات، بينما اختفت أصوات الضحك تمامًا تحت صدمة المياه الباردة.
تحول الفرح إلى مأساة
غرق جميع ركاب التروسيكل وعددهم 11 شخصًا، من بينهم نساء وأطفال. حاول بعضهم النجاة بالتشبث ببعضهم البعض، وتمكن 6 أفراد من النجاة، بينما فُقد 4 آخرون، وتم العثور على طفل رضيع متوفى في موقع الحادث.
صمت الأب المكلوم
وقف أحد الآباء المكلومين على ضفة النهر، عاجزًا عن الكلام، يراقب قوارب الإنقاذ بنظرات تائهة. لم يخرج من فمه سوى كلمات موجعة: "عيالي نزلوا هنا.. كانوا بيضحكوا.. كانوا فرحانين".
استنفار أمني وجهود مكثفة
استمرت قوات الإنقاذ في عمليات البحث طوال الليل، حيث نزل الغطاسون إلى أعماق النهر رغم الظلام، بمساعدة قوارب تجوب المنطقة وكشافات تضيء سطح الماء. كما تم إعلان حالة الطوارئ في المحافظة.
وجّه اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، بمتابعة الحادث لحظة بلحظة، كما كلف بتوفير كافة وسائل الدعم اللازمة لأسر الضحايا، بما في ذلك سيارات الإسعاف والدعم النفسي والاجتماعي، في مشهد مأساوي أعاد إلى الأذهان حوادث مشابهة تركت ألمًا بالغًا في قلوب الأهالي.