العلاقات مع إيران للتوسط في النزاع مع إسرائيل؟
4 عقبات خفية تؤجل نهاية الحرب بين إيران وإسرائيل.. خبراء يكشفون الأسباب

تشهد المنطقة أخطر تصعيد عسكري مباشر بين إسرائيل وإيران، في مشهد غير مسبوق يهدد بانفجار واسع تتجاوز نيرانه حدود البلدين، إذ أعادت الضربات المتبادلة، العلنية والمعلنة، من طهران إلى تل أبيب والعكس، رسم خريطة الصراع في الشرق الأوسط، وصعّدت المخاوف من دخول المنطقة مرحلة حرب إقليمية مفتوحة.
وفي ظل هذا المشهد المشتعل، يجيب "تفصيلة" عن السؤال المحوري الذي يشغل أذهان الملايين: هل يمكن لمصر أن تلعب دور الوسيط لاحتواء هذا الصراع؟ وهل تستغل القاهرة تقاربها الحذر مع طهران لتخفيف التوتر بين إيران وإسرائيل؟ وما أبرز المعوقات التي تقف أمام إنهاء الصراع الإيراني – الإسرائيلي؟
مصر تحذر مبكرًا
منذ بداية الأزمة، كانت مصر من أوائل الدول التي حذرت من أن أي مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل ستفجّر الإقليم بأسره، حيث أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة أن اتساع رقعة الصراع سيحوّل الشرق الأوسط إلى ساحة فوضى مفتوحة.
لكن القاهرة لم تكتفِ بالتحذير، بل فتحت قنوات اتصال هادئة مع جميع الأطراف، ووسّعت من هامش تحركها الدبلوماسي ليشمل أيضًا طهران، بعد سنوات من الفتور والجمود.
لقاءات رئاسية، وزيارات رسمية، وتصريحات إيرانية صريحة عن "مرحلة جديدة" مع مصر، كلها مؤشرات على أن القاهرة باتت تملك الآن فرصة – وربما ورقة – للتدخل الإيجابي في أحد أخطر ملفات الشرق الأوسط، وهو النزاع الإيراني الإسرائيلي.
لماذا قد تقبل إيران وساطة مصر؟
بحسب العديد من الخبراء، فإن إيران تدرك أن مصر قوة إقليمية مستقلة، لها وزن دبلوماسي تقليدي وتاريخي، ولا تسعى لصدام مع طهران. لكنها في الوقت نفسه تحذرها من التمادي في سياسات التوسع والتهديد الإقليمي.
كما أن طهران بحاجة إلى مخرج دبلوماسي يُخفف من حدة الضغوط العسكرية والاقتصادية المتزايدة، خاصة مع فشل محاولاتها في تخفيف العقوبات الغربية، وتزايد التوتر مع إسرائيل والولايات المتحدة خلال السنوات الماضية.
موقف إسرائيل.. كيف ترى تحرك القاهرة؟
وفقًا لعدد من الخبراء وأساتذة العلوم السياسية، وعلى رأسهم الدكتور رضا فرحات، فإن تل أبيب تدرك أن أي وساطة عربية لا تمر عبر مصر ستكون ضعيفة؛ إذ تعلم أن القاهرة قادرة على مخاطبة طهران بلغة تختلف عن تلك التي تستخدمها العواصم الغربية أو الخليجية.
لكن في المقابل، تخشى إسرائيل أن تمنح هذه الوساطة إيران فرصة لالتقاط الأنفاس دون تقديم تنازلات حقيقية، خصوصًا فيما يتعلق بدعم طهران للوكلاء الإقليميين، مثل حزب الله والحوثيين.
معوقات الوساطة المصرية
يرى الدكتور رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية، في تصريحاته لـ«تفصيلة»، أن هناك العديد من العقبات التي تعترض الوساطة المصرية، من أبرزها:
انعدام الثقة الكامل بين إيران وإسرائيل.
تشابك المصالح الإقليمية بين طهران ووكلائها في لبنان وسوريا واليمن.
الضغوط الغربية، وخاصة الأميركية، التي لا تنظر بارتياح لأي وساطة قد تُضعف سياسة "الردع" ضد إيران.
مخاوف بعض الدول العربية من انفراد مصر بإدارة ملف التقارب مع طهران دون تنسيق عربي أوسع.