خسائر إسرائيل في هجوم إيران..صواريخ تضرب العمق ومباني تنهار على الرؤوس

بينما تتجه أنظار العالم نحو سماء طهران وتل أبيب، كان المشهد داخل مدينة بات يام الإسرائيلية يتحدث بلغة أخرى: مبانٍ منهارة، أنقاض تخفي عائلات كاملة، وفرق إنقاذ تكافح وسط العجز.
إسرائيل التي لطالما خاضت حروبها خارج حدودها، وجدت نفسها هذه المرة تحت وابل صواريخ إيرانية أصابت قلب عمقها المدني، في تصعيد غير مسبوق يهدد بإشعال مواجهة مفتوحة طويلة الأمد.
السلطات الإسرائيلية لم تخفِ حجم الصدمة: 6 قتلى، أكثر من 200 جريح، وعشرات المفقودين تحت الأنقاض، في وقت يعترف فيه قادة الجيش بندرة خبرة التعامل مع كوارث بهذا الحجم داخل المدن الإسرائيلية.
في المقابل، كان رد تل أبيب عنيفًا، غارات مكثفة استهدفت منصات صواريخ ومنشآت نووية إيرانية، وسط تحذيرات أمنية من هجمات جديدة قد تشمل صواريخ باليستية وطائرات مسيرة من اليمن وسوريا.
خسائر بشرية ومادية ثقيلة
بحسب بيان رسمي لبلدية بات يام، انهار أحد المباني السكنية بالكامل جرّاء القصف الإيراني، بينما صنّفت ستة مبانٍ أخرى بأنها "غير صالحة للسكن" بعد تعرضها لأضرار هيكلية خطيرة، وسيتم هدمها خلال أيام.
السلطات أكدت وجود أكثر من 20 مفقودًا عالقًا تحت الأنقاض، بينما تعمل فرق الإنقاذ ليل نهار وسط تحديات هائلة، أهمها قلة الخبرة في التعامل مع انهيارات بهذا الحجم داخل الأحياء المدنية.
في حصيلة أولية رسمية 6 قتلى وأكثر من 200 جريح سُجلوا في المدينة وحدها، إلى جانب دمار واسع في البنية التحتية، وتضرر شبكات الكهرباء والمياه.
ضربات داخل العمق الإيراني
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ غارات مكثفة على "عشرات الأهداف الحيوية داخل إيران"، شملت:
منصات إطلاق صواريخ باليستية.
منشآت نووية ومراكز أبحاث.
مواقع تابعة للحرس الثوري.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن مشاورات طارئة عُقدت في غرفة عمليات تحت الأرض بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في ظل توقعات بتصعيد إضافي ضد إيران خلال الساعات القادمة.
الجبهة الداخلية الإسرائيلية: حالة تأهب قصوى
ذكرت قنوات إسرائيلية أن الحكومة تتخوف من هجمات منسقة قد تشمل صواريخ باليستية ومسيرات انتحارية، خاصة بعد غارة إسرائيلية على اليمن أسفرت عن مقتل مسؤول عسكري حوثي بارز يُعتقد أنه رئيس الأركان.
صفارات الإنذار لم تتوقف طوال اليوم، ورُصدت مسيرات قادمة من جهة وادي عربة قرب الحدود الأردنية، في مؤشر على احتمال فتح جبهات جديدة ضد إسرائيل من محاور غير متوقعة.
ضحايا من فلسطينيي الداخل: الحرب لا تفرق بين أحد
في تطور مؤلم، أعلنت السلطات عن مقتل عائلة فلسطينية داخل الخط الأخضر في بلدة طمرة، بعد سقوط صاروخ إيراني على منزلهم بطريق الخطأ، ما يعكس تعقيد المشهد الداخلي الإسرائيلي حيث يقيم أكثر من 2 مليون عربي إسرائيلي وسط المدن المختلطة.
تقديرات كارثية: آلاف القتلى إذا استمر التصعيد
التقديرات الأولية الصادرة عن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتوقع – في حال استمرار التصعيد بهذا المعدل – سقوط ما بين 800 إلى 4000 قتيل إسرائيلي خلال الأسابيع المقبلة، إذا تطورت المعارك إلى جبهات مفتوحة وضربات أعمق في الداخل.
عمق إسرائيل لم يعد في مأمن
تكشف الضربات الإيرانية الأخيرة أن العمق الإسرائيلي لم يعد خارج معادلة الحرب، ما ينذر بأن هذه المواجهة ليست كحروب الماضي القصيرة أو المحصورة بالحدود.
ومع تضرر المدن والمباني ووقوع الضحايا المدنيين، قد تجد إسرائيل نفسها مضطرة لتغيير معادلاتها الاستراتيجية بالكامل عسكريًا، سياسيًا، وحتى داخليًا، حيث يلعب التكوين السكاني المثير دورًا لا يقل خطورة عن الصواريخ القادمة من الشرق