بعد حلقة الدحيح.. خبراء: حملات ممنهجة لتشويه افتتاح المتحف المصري الكبير

مع اقتراب موعد افتتاح المتحف المصري الكبير، أحد أضخم المشروعات الثقافية في تاريخ مصر الحديث، تصاعد الجدل حول محاولات تشويه الحقائق وبث الإحباط عبر حملات منظمة يقودها خصوم الدولة، سواء في الداخل أو الخارج.
وتزامن هذا الجدل مع الضجة التي أثارتها حلقة "الدحيح" الأخيرة بعنوان "نهاية الفراعنة"، والتي اعتبرها البعض جزءًا من حملة ممنهجة لتفريغ الإنجاز المصري من مضمونه الحضاري.
الجماعة ستعتمد على أساليب تضليل ممنهجة
اللواء الدكتور رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية، أكد لـ"تفصيلة" أن المتحف المصري الكبير يمثل خطوة حضارية كبرى ستُعيد مصر إلى صدارة المشهد الثقافي العالمي، وأن مثل هذه اللحظات التاريخية دائمًا ما تستفز الجماعات المعادية، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، ومن يدور في فلكها من منصات إعلامية وتنظيمات مشبوهة بالخارج.
وأشار فرحات إلى أن الجماعة ستعتمد على أساليب تضليل ممنهجة خلال الفترة المقبلة، تتنوع بين نشر شائعات حول تكلفة المشروع أو جدواه أو توقيت افتتاحه، إلى جانب محاولات تزوير الوقائع التاريخية، مستغلة المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي في بث رسائلها السلبية لتقليل الأثر الإيجابي المتوقع من افتتاح المتحف.
وأوضح فرحات أن الدولة المصرية تدرك هذه التهديدات، ولديها أدوات فعّالة لمواجهتها، سواء عبر الإعلام الوطني الملتزم بالشفافية، أو من خلال التواصل المباشر مع المواطنين لتفنيد الشائعات، مؤكدًا أن وعي المصريين هو جدار الصد الأول ضد هذه الحملات.
وأضاف أن افتتاح المتحف المصري الكبير ليس مجرد فعالية رسمية، بل حدث ثقافي عالمي يؤكد قدرة مصر على إنجاز مشروعات عملاقة رغم التحديات، وهو ما يدفع الخصوم لاستخدام كل أدواتهم لمحاولة التقليل من قيمة هذا الإنجاز.
خبير: الجماعة ترفض فكرة القومية المصرية
وفي السياق ذاته، قال سامح عيد، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، لـ"تفصيلة"، إن جماعة الإخوان لا ترى في المتحف المصري الكبير مجرد منشأة ثقافية، بل تعتبره تهديدًا لمشروعها الفكري الذي يسعى لتذويب الهويات الوطنية لصالح مشروع "الخلافة الإسلامية"، كما أن الجماعة ترفض فكرة القومية المصرية، وترى في الفرعونية انحرافًا عن مسار الأمة الإسلامية، ولهذا تسعى لتشويه كل ما يعزز هذا الانتماء الحضاري.
وأشار عيد إلى أن الجماعة تعمل على بث رسائل مشفّرة عبر محتوى معرفي يستهدف الشباب، مثل حلقات "الدحيح" التي يرى البعض أنها تعمّدت تمرير رسائل تُحط من قيمة الحضارة المصرية، مستغلين شغف الشباب بالمعرفة غير التقليدية.
وأكد أن توقيت بث مثل هذه الحلقات قبيل افتتاح المتحف المصري الكبير ليس عفويًا، بل جزء من محاولة ممنهجة لتقليل قيمة هذا الحدث.
واختتم عيد تصريحاته قائلاً إن الرد الفعّال يكمن في تعزيز الخطاب الثقافي الوطني القادر على ملء الفراغ المعرفي لدى الشباب، وتقديم سرد تاريخي يعزز الانتماء والهوية المصرية.