اليمن يحذر من "هاوية الحرب".. وإيران تتوعد باستهداف القواعد الأمريكية إذا تعرضت لهجوم

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية ومؤشرات استعداد إسرائيل لشن ضربة عسكرية ضد إيران، أصدرت جماعة الحوثيين في اليمن تحذيرات شديدة اللهجة لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، معتبرة أن أي تصعيد ضد طهران قد يجر المنطقة إلى "هاوية الحرب".
وأكد مصدر في الجماعة، في تصريحات لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن "ليس من مصلحة الشعب الأمريكي التورط في حرب جديدة لخدمة الكيان الصهيوني"، مشددًا على أن الجماعة في حالة تأهب دائم ومستعدة لأي تحرك أمريكي أو إسرائيلي محتمل.
تصعيد ميداني واستعداد للرد
المصدر الحوثي أكد أن الجماعة "رفعت حالة التأهب إلى أقصى درجاتها"، وأنها "تخوض حربًا مفتوحة مع الكيان الصهيوني نتيجة عدوانه على غزة، وتواصل تصعيد عملياتها ضده".
وفي رسالة مباشرة للإدارة الأمريكية، قال المصدر: "أمريكا ليس لها الحق في مهاجمة دول منطقتنا خدمةً للكيان الصهيوني الذي يمثل التهديد الأمني الأول"، مضيفًا أن أي تصعيد ضد إيران سيكون "كارثيًا وسيشعل المنطقة بأكملها".
تحركات إسرائيلية وإجلاء أمريكي
التحذيرات الحوثية تزامنت مع تقارير نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" أشارت إلى أن الولايات المتحدة بدأت بإجلاء الموظفين غير الأساسيين من سفاراتها في العراق والبحرين والكويت، تحسبًا لضربة إسرائيلية وشيكة ضد إيران.
كما أفادت قناة "14" الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لشن عملية كبرى، في حين أكدت شبكة "CBS News" أن الإدارة الأمريكية تلقت إشارات واضحة تفيد بجاهزية إسرائيل لشن الهجوم، ما أدى إلى إجلاء جزئي من السفارة الأمريكية في بغداد.
إيران تلوّح بالرد وتكشف أوراقها
بالتوازي، صعّدت طهران لهجتها تجاه واشنطن وتل أبيب. وهدد وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصيرزاده، باستهداف القواعد الأمريكية في حال تعرضت إيران لهجوم، قائلاً: "جميع القواعد الأمريكية في متناولنا، وسنستهدفها بجرأة في البلدان المضيفة".
وفي تطور لافت، أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية نيتها الكشف عن وثائق حساسة تتعلق بالترسانة النووية الإسرائيلية، مؤكدة أن المواقع المذكورة ستكون ضمن بنك أهداف الرد إذا تعرضت المنشآت الإيرانية لأي اعتداء.
مصير المفاوضات النووية
تأتي هذه التطورات بينما تتعثر المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي إن الشروط الأمريكية "غير مقبولة"، في حين اعتبر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن الرد الإيراني "غير مقبول أيضًا"، محذرًا من "بديل مروع جدًا".
مع ذلك، أبقى وزير الخارجية الإيراني الباب مفتوحًا أمام الاتفاق، مشيرًا إلى أن تعهد ترامب بمنع امتلاك إيران لسلاح نووي "يتماشى مع العقيدة الإيرانية"، وقد يشكل أرضية مشتركة للتوصل إلى تسوية.
وجود أمريكي تحت المجهر
رغم انسحاب جزئي من المنطقة، ما زال للولايات المتحدة وجود عسكري كبير في الشرق الأوسط، حيث تحتفظ بنحو 2500 جندي في العراق، إلى جانب أكثر من 43 ألف عنصر في مناطق مختلفة ضمن نطاق القيادة المركزية، وهو ما تعتبره طهران تهديدًا مباشرًا، خاصة بعد اغتيال قاسم سليماني عام 2020.