هل أخفى "الدحيح" خلفية كاتبه الإخوانية؟ جدل متصاعد حول نهاية الفراعنة
خاص| الوجه الآخر للدحيح.. أسرار لم تقال عن كاتب حلقة "الفراعنة" حتى الآن

أثارت الحلقة الأخيرة من برنامج "الدحيح" بعنوان "نهاية الفراعنة" عاصفة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، بعد اتهامات وجهت لصُناع الحلقة بتزييف الوعي التاريخي للمصريين، وتعمّد تمرير رسائل سياسية خفية، الجدل تجاوز المضمون إلى ما وراء الكواليس، ليطال شخصية كاتب الحلقة، حسام دياب، الذي وُصف بأنه "إخواني الأصل" بحسب المحلل السياسي إيهاب عمر.
خلفية حسام دياب الإخوانية غير مفاجئة
المحلل السياسي إيهاب عمر كان من أوائل من فتحوا هذا الملف، مؤكدا عبر صفحته أن دياب هو ابن قيادي إخواني مصري عاش في الإمارات، حيث نشأ حسام نفسه، ما جعله بحسب عمر يحمل توجهات فكرية ضد القومية المصرية والخصوصية الثقافية للبلاد.
وأضاف المحلل السياسي عبر صفحته الرسمية:« حتى إن لم يكن منظما داخل الجماعة، إلا أن رؤيته الفكرية مشبعة تمامًا بروحها، معتبراً أن هذه العقلية لا تختلف أينما نشأت».

وأشار عمر إلى أن محتوى الحلقة لم يكن سوى محاولة مكررة لتفكيك مفهوم الحضارة المصرية واستبداله بسردية "الانهيار الحضاري"، وهو توصيف بحسبه ، “يخدم خطاب الجماعة الإسلامية العابر للحدود” أكثر مما يخدم قراءة تاريخية موضوعية.
الإخوان ضد القومية العربية والمصرية معا
في السياق ذاته، علق الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية سامح عيد، قائلاً لموقع "تفصيلة" إن فكر جماعة الإخوان قائم أساسا على استعادة مشروع الخلافة، وبالتالي فهي لا تؤمن لا بالقومية العربية ولا بالقومية المصرية، بل تعتبر الفرعونية تحديدا ضربا من "الوثنية" المرفوضة دينيا وسياسيا.

وأوضح عيد أن منهج الجماعة يمتد حتى لمناهج التعليم الابتدائية، حيث يُروج لفكرة الأمة الإسلامية الواحدة على حساب الهويات القُطرية، مضيفاً أن هذا التصور يجعل من أي إنتاج فكري، مثل حلقة "الدحيح"، فرصة مناسبة لتثبيت هذه الرؤية في أذهان الشباب، حتى لو كان ذلك عبر المنصات المعرفية والترفيهية.
التطبيع و"نيو ميديا"
لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها أحمد الغندور لهجوم من هذا النوع. قبل سنوات، دعت "الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة إسرائيل" الغندور للتراجع عن تعاونه مع منصة "نيو ميديا" الإماراتية، بحجة تورطها في علاقات تطبيعية مع الكيان الصهيوني، آنذاك تلقى الغندور وابلا من الانتقادات لدوره في محتوى اعتُبر مريبا في سياق "تطبيع ناعم".

وسيم السيسي: "الحضارة المصرية عقدة اليهود"
من جهته، أكد الباحث المصري في علم المصريات، وسيم السيسي، أن استهداف الحضارة المصرية ليس جديدًا، بل يمتد إلى العصور القديمة.
و في تصريح لـ"تفصيلة"، أكد الباحث المصري في علم المصريات، أن حضارة مصر هي "عقدة اليهود التاريخية"، وأن محاولات التشكيك في تفردها واستقلاليتها الثقافية جزء من مشروع أكبر لتقزيمها عالميا، تمهيدا لطمسها في ذاكرة الأجيال.

وحذّر من خطورة تمرير مثل هذه الأفكار عبر المحتوى الموجه للشباب، خاصة مع افتتاح المتحف المصري الكبير، معتبرا أن توقيت إثارة هذه القضايا ليس بريئا.
الفنانون يدخلون المعركة
الجدل لم يتوقف عند الساسة والباحثين، بل دخل الفنانون والإعلاميون على الخط، حيث هاجم الإعلامي محمد الباز الدحيح علنا على حسابه الرسمي قائلاً: "الدحيح ليس صاحب محتوى سطحي فقط، بل مضلل أيضًا"، مهاجمًا محاولات نزع الجذور المصرية عن الحضارة، مشيرًا إلى أن العرب أنفسهم تعود أصولهم إلى مصر من خلال هاجر أم النبي إسماعيل.

أما الفنان تامر فرج فقد كتب منشورات مطولة انتقد فيها مضمون الحلقة وطريقة تقديمها، معتبرًا أنها "تغتال" الفخر بالهوية المصرية، وتشكك في خصوصية الحضارة الفرعونية.
كاتب الحلقة يرد
في المقابل، خرج كاتب الحلقة، حسام دياب، ليدافع عن نفسه عبر حسابه الرسمي، قائلا إن كل المعلومات الواردة في الحلقة مستقاة من كتاب "صعود الفراعنة وسقوطهم" لمؤلفه عالم المصريات توبي ولكنسون، وهو كتاب مترجم من قبل المركز القومي للترجمة جهة حكومية مصرية معتمدة.

دياب سخر من المنتقدين، واصفًا إياهم بـ"الكمايتة"، قائلاً إنهم يتعاملون مع الحضارة المصرية كأسطورة لا يجوز الاقتراب منها بالنقد العلمي
وفي ذات السياق، رفض أحمد الغندور صاحب برنامج " الدحيح" الرد على الانتقادات التي طالته خلال الساعات الماضية.