ماذا يعني "الفيتو" الذي استخدمته واشنطن ضد القرار الأممي بشأن غزة؟

وسط تصاعد نداءات العالم لوقف نزيف الدم في غزة، جاء موقف واشنطن كصفعة ثقيلة على وجوه المترقبين لقرار أممي قد يفتح ثغرة في جدار الحرب، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" مساء أمس الأربعاء، لإسقاط مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة ورفع القيود عن المساعدات الإنسانية.
واشنطن تستخدم الفيتو ضد غزة
وجاء الرفض الأمريكي في قاعة مجلس الأمن، بعدما كان هناك إجماع شبه كامل، إذ صوتت 14 دولة لصالح القرار، مقابل الاعتراض الأمريكي الوحيد، لكنه كافيا لإسقاط المشروع بالكامل، كون واشنطن تملك حق النقض كعضو دائم.
ويعد هذا المقترح أول تحرك أممي جوهري منذ بدء الحرب الأخيرة على القطاع، الأمر الذي زاد من خيبة الأمل بعد إسقاطه والذي ينص مشروع القرار على الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، إلى جانب رفع جميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها داخل القطاع المحاصر، عبر قنوات الأمم المتحدة، بما يضمن وصول الغذاء والدواء والوقود دون عوائق، ورغم أن الصيغة ركزت على الجوانب الإنسانية، فإنها لم تلقَ قبولًا من الإدارة الأمريكية.
ماذا قال أكسيوس قبل رفض واشنطن ؟
الجدير بالذكر أن موقع "أكسيوس" الأمريكي كان قد كشف قبل ساعات من التصويت أن واشنطن أبلغت تل أبيب بنيتها استخدام الفيتو، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تعكس تنسيقًا سياسيًا محكمًا ورفضًا لأي ضغوط دولية قد تفرض على إسرائيل حدودًا لعملياتها العسكرية.
ورغم أن استخدام الفيتو من قبل واشنطن في القضايا المتعلقة بإسرائيل ليس أمرًا جديدًا، إلا أن توقيته هذه المرة يحمل دلالات أكثر قسوة، نظرًا للكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة، حيث تنهار المستشفيات تحت وطأة المصابين، وتغيب الكهرباء، وتندر المياه، في مشهد وصفته منظمات أممية بـ"الكارثي".
في السياق ذاته، لم يكن القرار مفاجئًا بالنسبة إلى أهل غزة لكن وقعه كان موجعًا، فكثيرون هناك يعرفون أن السياسة لا تبنى على العدالة بل على المصالح، لكنهم مع ذلك علّقوا آمالهم على أن تنتصر الإنسانية هذه المرة، إلا أن الفيتو الأمريكي جاء ليكرس معادلة طالما اشتكى منها الفلسطين جاء ليحطم كل هذه الآمال.