قفزة تاريخية في تحويلات المصريين بالخارج.. 26.4 مليار دولار خلال 9 أشهر بمعدل نمو 82.7%
واصلت تحويلات المصريين العاملين بالخارج مسارها التصاعدي، مسجلة قفزة غير مسبوقة خلال الفترة من يوليو 2024 حتى مارس 2025، حيث بلغت نحو 26.4 مليار دولار، مقارنة بنحو 14.4 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام المالي السابق، بزيادة نسبتها 82.7% على أساس سنوي، بحسب بيانات رسمية صادرة عن البنك المركزي المصري.
وتعد هذه الزيادة التاريخية مؤشرًا قويًا على تعافي الثقة في الاقتصاد المصري، وتحسن أداء سوق الصرف، إلى جانب استقرار السياسات النقدية والمالية، ما شجع المصريين بالخارج على توجيه المزيد من أموالهم إلى الداخل عبر القنوات الرسمية.
أداء ربع سنوي وشهري لافت
خلال الربع الثالث من العام المالي الحالي (يناير – مارس 2025)، ارتفعت التحويلات بنسبة 86.6% على أساس سنوي، لتسجل 9.4 مليار دولار، مقابل نحو 5.0 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام السابق.
على الأساس الشهري، قفزت تحويلات شهر مارس 2025 بمعدل 63.7%، لتبلغ نحو 3.4 مليار دولار، مقابل 2.1 مليار دولار في مارس 2024.
أسباب الارتفاع
يرجع هذا النمو القياسي إلى عدة عوامل، أبرزها:
استقرار سعر الصرف بعد تطبيق السياسات الإصلاحية الأخيرة، والتي شجعت التحويلات عبر القنوات الرسمية بدلًا من السوق الموازية.
تحسن الثقة في الاقتصاد المصري، خاصة بعد زيادة الاحتياطي النقدي وتدفقات الاستثمار الأجنبي.
الحوافز الحكومية التي تم الإعلان عنها لجذب تحويلات المغتربين، مثل الإعفاءات الجمركية على سيارات المصريين بالخارج وربط التحويلات ببرامج استثمارية مجزية.
ارتفاع معدلات التوظيف للمصريين بالخارج في أسواق الخليج وأوروبا، لا سيما في قطاعات الإنشاءات والخدمات الطبية والتعليم.
أهمية التحويلات
تمثل تحويلات المصريين بالخارج أحد أكبر مصادر النقد الأجنبي لمصر، متفوقة في بعض السنوات على إيرادات قناة السويس والسياحة والاستثمار الأجنبي المباشر.
كما تلعب دورًا حيويًا في دعم ميزان المدفوعات، وتقوية احتياطي النقد الأجنبي، وتوفير العملة الصعبة لتلبية احتياجات الاستيراد وخدمة الدين الخارجي.
ويرى خبراء الاقتصاد أنه إذا استمر هذا الاتجاه التصاعدي، فمن المتوقع أن تتجاوز تحويلات العاملين بالخارج 35 مليار دولار بنهاية العام المالي 2024/2025، وهو ما يُعد رقمًا قياسيًا تاريخيًا يعزز من قدرة مصر على مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية والمحلية.