رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

الانتخابات الرئاسية في كوريا الجنوبية وإعادة رسم ملامح العلاقات مع الصين وكوريا الشمالية

زعيم المعارضة  لي
زعيم المعارضة لي جاي ميونغ

المرشح الأوفر حظًا لي جاي ميونغ يعد بتصحيح مسار السياسة الخارجية

مع اقتراب كوريا الجنوبية من انتخابات رئاسية حاسمة في 3 يونيو، من المتوقع أن تُحدد نتيجتها مسار علاقات سيول المستقبلية مع كل من كوريا الشمالية والصين. وبينما يُؤكد المرشحان الرئيسيان التزامهما بالتحالف مع الولايات المتحدة، أوضح لي جاي ميونغ - المرشح الأوفر حظًا وفقًا لاستطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات - عزمه على مواصلة الدبلوماسية مع بكين وبيونغ يانغ، بهدف عكس التوترات المتصاعدة التي خلّفها الرئيس السابق يون سوك يول.

تداعيات موقف يون المتشدد

في عهد يون، أصبح نهج كوريا الجنوبية تجاه كوريا الشمالية عدوانيًا، مع التخلي عن الحوار واستهداف الحملات الإعلامية للشمال. وقد أدى انهيار المحادثات إلى تحول كوريا الشمالية إلى وصف الجنوب بالعدو - متخليةً عن عقود من دعم إعادة التوحيد والتهديد بالخضوع بالأسلحة النووية. في الوقت نفسه، أدت سياسات يون إلى نفور الصين منه، إذ انحاز بشكل أكثر صراحةً إلى واشنطن في الصراع الأمريكي الصيني، ووجّه اتهامات علنية بشأن تدخل الصين في الشؤون الكورية الجنوبية، بما في ذلك التدخل المزعوم في الانتخابات.

انتقد لي جاي ميونغ، المتوقع فوزه على نطاق واسع، سياسة يون الخارجية بشدة. وقال لي: "لقد أصبحت العلاقات بين كوريا الجنوبية والصين في أسوأ حالاتها على الإطلاق"، متعهدًا بـ"استقرار العلاقات وإدارتها".

أوجه التشابه - والاختلافات الصارخة - بين المرشحين

يتعهد كل من لي ومنافسه الرئيسي، كيم مون سو، بتعزيز تحالف كوريا الجنوبية مع الولايات المتحدة، وتعزيز الدفاع الوطني، وتعزيز التعاون الأمني ​​الثلاثي مع الولايات المتحدة واليابان ضد التهديد النووي لكوريا الشمالية. كما يُدركان الحاجة المُلحة لبناء علاقة وطيدة مع الرئيس ترامب، الذي يطالب بزيادة المدفوعات لنشر القوات الأمريكية وفرض رسوم جمركية باهظة على الصادرات الكورية الجنوبية الرئيسية.

ومع ذلك، يختلف المرشحان اختلافًا حادًا حول كيفية موازنة العلاقات مع الصين وكوريا الشمالية. يتهم كيم مون سو، من حزب قوة الشعب اليميني، حزب لي الديمقراطي بـ"التأييد لكوريا الشمالية" و"التأييد للصين"، مجادلاً بأن مثل هذه السياسات من شأنها إضعاف روابط سيول بواشنطن. يصف كيم نفسه بأنه مؤيد قوي لأمريكا، ويستغل المشاعر المعادية للصين على نطاق واسع بين الناخبين الذكور كباراً وصغاراً، مستشهداً بالحرب الكورية كدليل على مكانة الصين كعدو تاريخي.

يرفض لي هذه الهجمات ويصفها بـ"حملة شعواء"، وهو تكتيك يقول إن المحافظين استخدموه منذ الحرب الباردة لشيطنة الليبراليين. وبينما يؤكد لي التزامه بالتحالف مع الولايات المتحدة، يقول: "يجب ألا نضع كل بيضنا في سلة واحدة"، ويدعو إلى "دبلوماسية براغماتية" لتخفيف التوترات الإقليمية من خلال تحسين العلاقات مع بكين وبيونغ يانغ وموسكو.

 

خبراء: حذر أم خطاب انتخابي؟

يشير ليف إريك إيزلي، أستاذ الدراسات الدولية في جامعة إيوا النسائية، إلى أنه بينما يقول لي الكثير من الأمور الصحيحة، فإن السؤال الحقيقي هو ما إذا كانت هذه التصريحات "مجرد معاينة سياسية أم مجرد شعارات انتخابية". يدعم كلا المرشحين رسميًا الحوار مع كوريا الشمالية، لكنهما يختلفان بشأن السياسة النووية.

السياسة النووية: دعوات للردع مقابل منع الانتشار

تعهد كيم مون سو بدعم برنامج كوريا الجنوبية للأسلحة النووية، والتفاوض مع الولايات المتحدة لتخصيب اليورانيوم وإعادة معالجة الوقود المستهلك لإنتاج مواد القنبلة الذرية. كما يقترح إعادة نشر الأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية في كوريا الجنوبية وتطوير تقنيات تصميم أسلحة محلية.

يرفض لي هذه الأفكار ويصفها بأنها "سخيفة وغير قابلة للتطبيق"، نظرًا لسياسة الولايات المتحدة الراسخة في منع الانتشار النووي. وهو يدعم تخصيب اليورانيوم فقط لضمان إمدادات مستقرة لمحطات الطاقة النووية في كوريا الجنوبية، وليس لتطوير الأسلحة.

الرهانات: الأمن، والاقتصاد، والتوازن الإقليمي

راقب الكوريون الجنوبيون تجارب الصواريخ الكورية الشمالية بقلق متزايد. إن التوجه الذي سيتخذه الرئيس القادم - وخاصةً فيما يتعلق بالسياسة النووية والعلاقات مع بكين - سيحدد ليس فقط الأمن، بل أيضاً الآفاق الاقتصادية، إذ تؤثر المنافسة الأمريكية الصينية على اقتصاد كوريا الجنوبية المعتمد على التصدير.

في حين يؤكد كلا المرشحين الرئيسيين على التحالف الأمريكي باعتباره العمود الفقري للسياسة الخارجية لكوريا الجنوبية، فإن الانتخابات المقبلة قد تُحدث تحولاً حاسماً في كيفية موازنة سيول بين هذه الشراكة والانخراط العملي في المنطقة الأوسع.

تم نسخ الرابط