رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

نوال الدجوي.. العجوز التي أنهكها الفقد

أحمد شريف الدجوي
أحمد شريف الدجوي وجدته الدكتورة نوال الدجوي

تجلس الدكتورة نوال الدجوي، واحدة من أبرز رموز التعليم الخاص في مصر، اليوم في عزلة ثقيلة خلف جدران عمرها الطويل، تحمل على كتفيها ما لا يحتمله بشر من الفقد والخسارة. 

هي ليست مجرد سيدة أعمال ناجحة أو مؤسسة كبرى علمية، بل إنسانة أنهكتها الحياة، وتركها الحزن نهبًا للوجع دون أن يمهلها وقتًا للشفاء.

أم ثكلى 

قبل سنوات قليلة، ودّعت نوال الدجوي ابنيها: ابنها شريف الذي كان سندها الأول، وابنتها الدكتورة منى، التي كانت شريكتها في الحلم والمشوار. 

لم يكن الفقد حينها هينًا، لكنه كان يحمل ملامح القدر الذي لا يُرد، تمسكت بالعمل وبحلم الجامعة كوسيلة للهروب من مرارة الغياب.

الحفيد.. الطعنة الأخيرة

ثم جاءت الطعنة الأكثر إيلامًا؛ حفيدها أحمد، الطبيب الشاب الذي رأى فيه كثيرون ملامح والدته وجدّته، غادر هو الآخر فجأة، وفي ظروف مأساوية غامضة، بعد أن طوّقته شبهات وقضايا، وانتهت حياته بطلقة نارية داخل شقته.

لكن المأساة لا تقف هنا، بل في أن نوال الدجوي - بحسب المقربين - لم تكن تعلم بوفاته في أيامها الأولى، حيث كانت حالتها الصحية والعقلية حرجة، حفيدها، الذي اتُّهم بسرقة ثروتها التي بنتها بعرق السنين، رحل قبل أن تقول له ما ينبغي أن يُقال في وداع أخير.

اليوم، لا تحمل الدجوي على وجهها سوى ملامح العزلة والانكسار، هي السيدة التي تربّعت يومًا على عرش التعليم، أصبحت حكاية إنسانية قاسية، عنوانها الفقد والغدر، سرقت منها الحياة الأبناء، وسرقت منها الأيام اتزانها، ثم جاءت القضايا ووفاة الحفيد لتزيدها ألمًا فوق ألم.

وربما كان تقرير الطب الشرعي الأخير، الذي أكد أنها لا تزال بكامل قواها العقلية، ضوءًا خافتًا وسط عتمة هذه المأساة، لكنه لم يبدد السؤال: ما الذي تبقى لنوال الدجوي بعد كل ما فقدته؟

تم نسخ الرابط