رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

في سباق الفضاء.. الصين تتحدى أمريكا واليابان بـ"تيانوين-2" سعيًا للهيمنة الكونية

الصين تطلق أول مهمة
الصين تطلق أول مهمة لجمع عينات من كويكب

في فجر يوم الخميس، انطلقت مركبة "تيانوين-2" الصينية باتجاه كويكب "2016 HO3"، وتُعد هذه المهمة أكثر من مجرد خطوة علمية نحو فحص الصخور الفضائية، إذ تمثل جزءًا من استراتيجية كبرى تسعى من خلالها الصين إلى تغيير ميزان القوى في الفضاء، وتحقيق سابقة علمية قد يكتبها التاريخ بأحرف من ذهب.

الهدف من "تيانوين-2"

وبينما تواصل الصين دفع حدود التكنولوجيا الفضائية، تتقدم مهمتها نحو الكويكب، حاملة على عاتقها مهمة جادة تتمثل في جمع عينات من كويكب قريب من الأرض، وفحص مكونات هذا الجرم السماوي، الذي يعود تاريخ تكوينه إلى أكثر من 4.5 مليار عام.

ما يميز هذه المهمة ليس فقط هدفها العلمي، بل توقيتها وطموحها، إذ إن الصين لطالما نظرت إلى الفضاء كأداة للتقدم التكنولوجي والعلمي، وبدأت في السنوات الأخيرة تعزز مكانتها كقوة فضائية قادرة على منافسة عمالقة مثل الولايات المتحدة وروسيا. 

وإذا كانت أمريكا قد أثبتت تفوقها في استكشاف المريخ، وروسيا ما زالت تحتفظ بقدرتها على قيادة المهمات المأهولة، فإن الصين تبني مكانتها على عدة مستويات، تشمل التوسع في استكشاف الفضاء، والإنجاز العلمي، والتفوق التكنولوجي.

ولا يقتصر هدف "تيانوين-2" على جمع عينات من سطح الكويكب فحسب، بل يُعد مشروعًا طويل الأمد يشمل دراسات متعددة حول تكوين النظام الشمسي الأولي، ما يضع الصين في مقدمة الدول القادرة على إعادة عينات كويكبية إلى الأرض. 

ويأتي ذلك ضمن خطة مستقبلية تشمل إرسال بعثات إلى القمر والمريخ، مما يجعل "تيانوين-2" جزءًا من هذا التقدم السريع.

تفاصيل المهمة

بحسب السلطات الصينية، من المقرر أن تستغرق الرحلة نحو عام للوصول إلى الكويكب المعروف باسم "2016 HO3" أو "كامو أواليوا"، حيث ستقوم المركبة بالدوران حوله لجمع بيانات ومعلومات قبل تنفيذ عملية الهبوط وأخذ عينات من سطحه.

وقد أعلنت وكالة الفضاء الصينية نجاح عملية الإطلاق، مؤكدة أن المسبار دخل المدار الانتقالي بنجاح بعد 18 دقيقة من الإقلاع، وأن الألواح الشمسية قد فُتحت كما هو مخطط.

موعد عودة العينات

من المتوقع أن تعود العينات التي سيتم جمعها إلى الأرض داخل كبسولة مخصصة بحلول نهاية عام 2027، على أن تواصل المركبة لاحقًا رحلتها إلى مذنب "P/311" الواقع في حزام الكويكبات بين كوكبي المريخ والمشتري. 

وتهدف هذه المهمة، التي وُصفت بأنها "طويلة الأمد وطموحة"، إلى دعم الدراسات العلمية حول أصل وتطور الكويكبات، التي تُعد بقايا من تشكيل النظام الشمسي وتحمل معلومات حيوية عن نشأة الكواكب.

وتمثل مهمة "تيانوين-2" خطوة استراتيجية في مساعي الصين للانضمام إلى الدول القليلة – مثل الولايات المتحدة واليابان – التي تمكنت من جمع وإعادة عينات من كويكبات إلى الأرض.

تم نسخ الرابط